نسمع من الناس يضربون بهما الامثال في الضيق وتعاسة العيش وسؤ ادارة الامور ولربما الكثيرون لايعرفون قصتهما ويظهر بأنهما كانا في محل او موقع لا يتناسب مع الشخص المناسب في المحل المناسب وذاق الناس منهما المرارة والتعاسة واليكم القصة بما فيها من من سخرية وآلام وأشجان –

عن طريق الصدفة التقى شابين في طريق الى مدينة ما للبحث عن لقمة العيش لفشلهما في العمل كرعات غنم وعند اقترابهما من المدينة وحان وقت افتراقهما وقبل الوداع قال شعيط لرفيقه معيط لاتحمل هما عند استلامي رئاسة البلاد ساعينك واليا على اقليم جنة الحياة ورد عليه معيط نحن فشلنا في رعي النعاج فكيف بنا في رعاية البلاد ؟ .

مرت الايام والسنين ومعيط يفشل من عمل الى الاخر وضاقت به الحياة وهو يمشي في السوق فسمع من اناس امامه يتكلمون عن الرئيس الجديد لبلادهم وحاشيته وكل ما سمع منهم عن افعاله وصفاته جميعها تشير الى رفيقه شعيط وذكر تعهده له ، فأسرع الى العاصمة للقاء بصديقه وعند وصوله ذهب الى قصر الرئاسة بشعره الطويل وملابسه الرثة المتهرئة وطلب من الحراس مقابلة صديقه الرئيس فاستهزؤا به الحراس وحملوه لابعاده عن الباب وفي هذه الاثناء خرج شعيط مع حاشيته للتنزه في المدينة ورآه بيد الحراس فارسل حارسه الخاص اليه واوصاه بان يذهب به الى الحلاق ومن ثم الحمام ويلبسه افخر الملابس بما تليق لولاة الحكم ويجلسه في غرفته قبل عودته من الجولة.

عند عودته ودخوله الغرفة تعانقا بالود والمحبة وجلسا معا للحديث عما جرى لهما بعد فراقهما وقال له احضر نفسك غدا ارسلك لتكون واليا على اقليم جنة الحياة كما وعدتك ، فاستغرب معيط متعذرا عدم استطاعته ادارة الولاية ولم يقبلها منه ورد عليه شعيط بإنه هيأ له متطلبات الرئاسة وما عليه إلاُ الا وامر ، وعند بلوغ الفجر سافر معيط بصحبة رتل من المرافقين والحماية ووصل عند غروب الشمس ووجد حشد من الناس باستقباله وجهزوا له منبرا للخطاب والجماهير بانتظار كلمته وصعد الى المنبر وحياهم وشكرهم على حسن الاستقبال واختصر خطابه بكلمات معدودة وقال ( من الان لايجوز ان يدفن الميت ضمن موقع الولاية إلاُ ان يحضر امامي واقرأ عليه جل خطابي الذي لم اقراه عليكم ) والسلام عليكم ، وترجل الى محل اقامته .

فاستغربوا من قراره المجزم التطبيق وعانوا منه الامرين وكلما يحضرون ميتا امامه يهمس في اذنيه ويامرهم بدفنه دون ان يعرفوا شيئا من اقواله او خطابه في اذني المتوفي ، واستمر الحال وعانوا مصاعب كثيرة من هذا الامر وشكلوا هيئة من كبار الوجهاء وسافروا للقاء الرئيس شعيط المستبد في اوامره ولا يسمح الاستشارة ولا التدخل في شؤنه ، ووصلوا اليه بصعوبة وعناء وشرحوا له قصة ما تجرى لهم من معانات ومصاعب من الوالي الجديد وبعد الاستماع اليهم ، ابرق له رسالة بالحضور فورا امامه ، فحضر معيط امام الرئيس شعيط وساله غاضبا لماذا تعامل الناس بهذه الحالة فاحيائهم لايسمعون فتريد ان يسمعونك موتاهم ؟ .

فرد عليه معيط ، نعم فهنا المشكلة حتى انت لا تعرف ماذا اخاطب المتوفين ، اهمس في اذنيهم ، لا تاسف على الحياة طالما شعيط رئيسكم ومعيط واليكم واحياءكم لاارادة لهم فالموت اروح وافضل لكم .

من المعتاد ان تكتب الاحداث كاملة وفي النهاية تضرب الامثال كإسناد لها ، ولكن اخترت هذه القصة في المقدمة لانها نسغ أو طبق الاصل للاحداث والماســـــــــي التي عشناها وذقنا مرارتها على ارض منىّ الله عليها بجميع الخيرات ولكن امثال شعيط ومعيط عــــــــبثوا فيها وادخلوها قائمة الفساد الدولى وجعلوا اعـــــزة اهلها أذلة .والرذلاء فيها اثرياء .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *