معلوم ان الانسان كتلة من المشاعر والعواطف والانفعالات ولهذا نجد انعكاس تعابير الجسد تبعا للمواقف والمناسبات. الطبيعي ان الافراح تجلب السعادة والاحزان تجلب التعاسة، وتارة تأتي الدموع مع الحزن وتارة تاتي مع السعادة من فرط الفرح. نتحدث عن ذرف الدموع كإجابة طبيعية واستجابة جسدية تبعا للمواقف. علق في ذاكرتي هذا المشهد حينما كنت اراقب في احدى القاعات الدراسية وكان من الطلبة من قرأ الاسئلة وهو مسرور وكان منهم من هو حائر متأمل، لكن ما لفت انتباهي احد الطلبة كان طبيعيا في بادئ الامر لكنه حال ما بدأ بقراءة الاسئلة متصنعا التماسك بدأ يذرف الدموع . كأنه بدا يستعرض شريط حياته لسنة كاملة كيف كان يلهو ولا يبالي وكيف كان يأتي الى الكلية ولا يأتي وكيف كان يتهاون بأداء الواجبات وكيف يستعرض العضلات في الاستوريات وانه تخرج بدلالة صورة التخرج السابقة لأوانها . كأنه يستعرض فشله في الامتحان ويتخيل موقفه امام اهله واصدقائه، وربما كان يبني احلاما وردية على جدران وهمية . انها دموع الحسرة والندامة على ما فرّط من قبل،حين تتساقط على الدفتر الامتحاني بدل الاجابة لتكون هي اجابة بالدموع، وهكذا هو طلب الــــــعلم ان لم تعطه حقه سلبك حقك.