في حياتنا هناك نصوص خالدة، لها سلطة عل? المتلقي وتأثير مستمر لايبل? مع تقادم الزمن، ومن تلك النصوص؛ نص غنائي مثّل وجع العراقيين، وعكس حال الحزن القاتم الذي كان يطحن أرواحهم، ويسرق سكينتهم، ألا وهو” بس تعالوا” وهذا النص الغنائي ثلاثي الإبداع، أي لايمكن فصل أحد محاوره عن الآخر، فلايمكن فصل المؤلف عن الملحن، ولايمكن فصلهما عن الفنان المؤدي، فالشاعر “سعدون قاسم” هو الذي أبدع النص وولده من لحظة حزن وبداية فراق موحش، والملحن” كاظم فندي” والفنان” كريم منصور” أحدهم يتمم عمل الآخر ليقدموا سمفونية الوجع العراقي الخالدة.
“بس تعالوا” جسدت أنين البيت العراقي، و” نعاوي” الأمهات المفجوعات، إذ كان قدرهن أن يربين أولادهن ويتعبن في رعايتهم، حت? إذا كبروا وصاروا شبانا، ركض خلفهم الموت كوحش بعـثي لايشبع!!
لايرتوي من دمائنا، يركض خلفهم حت? يفترسهم، ويبعثر أحلام الأمهات، ويضيّع سنواتٍ من المحبة والحنان والخوف والتعب والأمل!!
” بس تعالوا” وُلدت مع قدوم السيارات التي تحمل النعش، فلابد للشيعة من حصص كبيرةٍ ومضمونة من الموت! ولايكفيهم.