إعلام بلا مضمون أو هدف أو مصلحة إعلام مسيس وممنهج ومشبوه وواجهات لتلميع صور الفاسدين والظلاميين وتسويق ما يمكن تسويقه وتمريره من الأفكار والاراء والمؤامرات ومرتع للجهلة والأبواق والمتملقين والمتسلقين على الأكتاف هكذا يخطط و يريد المتصيدون تحويل الإعلام الى منصة لهم بدلاً ان يكون إعلام هادف توعوي ونافع، بعد أن أصبح الإعلام ذو أهمية قصوى وبات يشكل عامل اساسي لايمكن الاستغناء عنه بعد أن دخل في كل مفاصل ومجالات الحياة، فهو يعتبر مهنة ووسيلة في آن واحد وقد مر بمراحل متغيرة من التقلبات والتنوع حتى أصبح ضرورة وحاجة تعد لها الخطط والدراسات وتوفر لها الامكانيات كي توظف بالشكل الذي يخدم المهتمين والمعنيين بالإعلام كونه أصبح سلاح ذو حدين بعد تطور الوسائل والأدوات في عصر الثورة المعلوماتية مما فرض علينا التعامل والتعاطي معه بالشكل الذي يحفظ للمجتمع القيم والأخلاق والعادات الحسنة والمواقف الشريفة والدفاع عنها التي تحفظ الحقيقة وتصونها كما هي وتمنع تشويها ومنع المتصيدين ممن اعتاش التغرير والتزوير والخداع للوصول للغايات السيئة التي يجدونها أسهل السبل لتحقيق غاياتهم الدنيئة لانهم لا يمتلكون مقومات الأخلاق والمهنية التي تمكنهم تبوء المسؤولية ونيل ثقة الجمهور، فبات الإعلام مادة الخطاب والتوعية والارشاد والتدريب والترويج الاعلاني كما صار الإعلام شعار وخطط ومنهاج علمي اساسي تعتمد عليه كل الجهات في التبادل المشترك والتعاون والتواصل فيما بينها، مما يجعلنا أمام مسؤولية أخلاقية ومهنية لوضع البرامج والوسائل الممكنة لرسم منهج اعلامي مستقل ومميز يعيد للإعلام الحر وجهه الناصع ويشار له بالبنان ويقطع الطريق على التشويه والتغييب المتعمد للطاقات والقدرات المخلصة التي تحتاج منا الوقوف معها ومنحها الفرصة لإظهار إبداعها وطموحاتها في وسط زحمة الطارئين والانتهازيين ممن شوه وجه الإعلام وحاول بكل السبل لوي عنقه لصالحه، لكننا نعول على الصفوة الإعلامية للنهوض بالمهمة الصعبة التي نجتمع عليها الآن عندما تتقارب الاراء ووجهات النظر وتجتمع النوايا الصادقة في هذه المرحلة الحساسة والمفصلية لتأسيس تعاون مشترك ممكن أن يستوعب الجميع لبناء صرح اعلامي يمتلك رؤية ومشروع حقيقي قابل للنمو والازدهار يرسم في مساراته وسيرته خطاب اعلامي شفاف ومعتدل يؤسس للوسطية التي ننشدها ونجدها الخيار الاسلم والأفضل لعبور أزمة الثقة الحاصلة ويحافظ على السمعه الإعلامية التي تصحح الإنحراف وتقوم الإعوجاج وتمنع الإساءة والاستهداف،فعندما تتلاقا أفكارنا وحرصنا المشترك للدفاع عن الحقيقة الإعلامية ونجتمع بالواقع والمواقع لوضع البرامج وتلاقح الأفكار لانضاج مشروع اعلامي موحد يحتاج إلى عقلية إعلامية واعية مهنتها وواجبها استقطاب الطاقات المخلصة والواعدة وتأهيلها حتى يناط لها مهام تأسيس إعلام هادف لإعادة تصحيح المسار وتنقيته من السلوكيات المنبوذة والمحتويات الهابطة والمستهجنة والدخيلة التي عاثت بالإعلام وجيرته لمصالح فئوية ونفعية ومشبوهه ومالم نعمل على هذا الاتجاه ستكون الحقيقة رهينة تستنجد دون ناصر.