مازالت معضلة ادامة وصيانة ملاعب العراق لم تنتهي لحد الان بالرغم من افتتاح العديد منها في السنوات الاخيرة والتي اسهمت في استضافة البطولات الاقليمية والعربية.
وكان ملعب الميناء الاولمبي آخر الملاعب التي تم افتتاحها قبل انطلاق بطولة خليجي 25 في بداية العام الحالي ،وظهر بحلة جيدة في المباريات ولكنه سرعان ما بانت عليه العيوب وعوامل الاندثار سريعاً ، مما يعني ان الشركة انجزت الاعمال بطريقة مستعجلة دون ان تراعي الدقة والمتانة بالعمل بالرغم من صرف مبالغ اكثر من المتعاقد عليها ، وهو ما يضع علامات الاسفهام على الجهات التي تستلم هذه الملاعب وهي غير جاهزة.
هذا الامر لا يخص ملعب الميناء فقط ، بل عانت منه الملاعب الحديثة، البصرة الدولي والنجف وكربلاء والمدينة والزوراء ، لانه دخلت لمرات عديدة للصيانة بالرغم من الوقت القصير لافتتاحها ، وهو ما يؤكد انها لم تشيد وفق المواصفات العالمية ، وان ادارتها غير قادرة على المحافظة عليها ولا تملك خبرة في ادارة المنشآت الرياضية ومنها تغطية مقاعد الجلوس باغطية للمحافظة عليها من حرارة الشمس وبرودة الشتاء وكذلك من فضلات الطيور.
اما قصة ملعب الشعب الدولي فانها تحتاج الى مجلدات لكي ننتهي من كتابتها لان هذا المنشأ منذ انطلاق فكرة انشاءه بمجلس الاعمار بخمسينيات القرن الماضي ، وصولاً الى افتتاحه في عصر الرئيس الراحل عبد السلام عارف في عام 1966 عانى كثيراً وما زال.
ملعب الشعب هو هدية من شركة كولبنكيان البرتغالية التي استفادة من نسبة الـ5 بالمئة من نفط العراق في حينها وقبل التاميم ، بالمقابل قدمت العديد من الهدايا بالجوانب الانسانية منها بناية بالاضافة الى الملعب المجمع العلمي العراقي وجامعة الحكمه وقاعة الفن الحديث وأغلب أبنية شارع النقابات والاتحادات والجمعيات بالمنصور وغيرها.
ملعب الشعب الدولي اغلق في 2003 عندما اتخذته قوات التحالف الدولي مقراً لها وتم العبث فيه بشكل كبير بعد ان تم تهديم اجزاء من مدرجاته.
وعاد برايمر وأمر باعادة اعماره وبمبالغ كبيرة ، ذهب معظمها الى جيوب الفاسدين لتبدأ رحلة الاستفادة المادية المتكررة من عملية اعماره بين فترة واخرى دون ان يصل الى مرحلة الكمال لان عمر الملعب الافتراضي منتهي وان التقارير الهندسية تشير الى ان المياه الجوفية اسهمت في زيادة مشاكله بل ان البعض اوصى بان يتم تهديمه وعدم استخدامه حفاظا على ارواح الجماهير التي تتواجد باعداد كبيرة في الملعب بالمباريات الجماهيرية وتتجاوز امكانيات استعاب الملعب الفعلية.
وفي السنوات الماضية اسهم الملعب بشكل كبير في استضافة مباريات الدوري الممتاز بالرغم من كل النواقص التي يعاني منها في الخدمات وغيرها ، فيما طالبت بعض التقارير التفتيشية الخاصة بالملعب بضرورة تهديمه وبناء ملعب بديل مكانه ، لكن بعض الجهات فضلت الابقاء عليه خوفا من عدم قدرة الوزارة باعادته للخدمة وبناءه بشكل حديث لتغلغل اذرع الفساد في كل مؤسسات الدولة العراقية ، ولكون عملية اعادة اعماره ذات جدوى مالية مربحة لهم . نتذكر جيدا ان الملعب تم اعادة اعماره بالمرة الاخيرة من قبل وزارة الشباب والرياضة في عهد الوزير السابق عدنان درجال وتم افتتاحه مع انطلاق الموسم الماضي ، وبعد انتهاء الموسم عادت الوزارة وبعهد الوزير احمد المبرقع باعادة حملة اعمار جديدة وكانها تريد ان تقول بان الملعب لم يتم اعماره بالشكل الصحيح؟.
وبحسبة صغيرة نرى ان المبالغ التي صرفت على ملعب الشعب الدولي منذ عام 2004 ولغاية اليوم تعد كبيرة جداً ، وكان بامكانها ان تبني لنا ملعباً او ملعبين وبمواصفات عالمية حديثة ، لكن اصرار البعض على استمرار الترقيع وهدر الاموال بالملعب جعلنا نفقد وقتا وامولاً كثيرة.