يتسأل البعض منا، كيف كانت طرق التعليم التي يتبعها المعلم ايام زمان؟ وهل كان المعلم يسعى ويجتهد ويبدع في خلق طرق تعليمية تقرب فكرة الدرس الى ذهن التلميذ ؟…
هذه الاسئلة كانت محور حديثنا ، ضمن جلسة دردشة جمعتنا مع الاصدقاء، في مقهى بغدادي شعبي، وخلال تبادل اطراف الحديث، انبرى الرجل الخمسيني البغدادي الطيب ضياء الكناني
(ابو مريم) وحكا لنا حكاية معبرة طريفة ، عن المعلم ايام زمان، جرت ايام السبعينات من القرن الماضي، في مدرسة ابن الجوزي الابتدائية في بغداد يقول : عندما كنا تلاميذ ابتدائية، كان معلم اللغة العربية الاستاذ عباس، يدرسنا اللغة العربية، ذات يوم كان يشرح لنا درس عن اشهر السنة وعن الاشهر الاربعة التي تكون فيها ايام الشهر ثلاثين يوما، وعندما لاحظ باننا لم نسوعب فهم وحفظ الدرس .
قال لنا ( استاذ عباس) بانه سيقوم بجعل فكرة الدرس على شكل نشيد.
واذا ما تم حفظ هذا النشيد، فانكم سوف لا تنسوا الاشهر الاربعة ذات الثلاثين يوم في السنة …حيث قام بكتابة كلمات النشيد على لوحة السبورة وقراها بصوته .
والنشيد يقول : تشرينهم الثاني وايلول ونيسان، ثلاثون ثلاثون ، كذا جاء حزيران . شباط خص بالنقص وهذا النقص يومان .
وبدأنا نردد معه هذا النشيد، بأعلى اصواتنا حتى حفظناه كلمات ولحن، وبقينا نتذكره ونردده حتى اليوم ، ونحن بعمر الخمسين سنة، هكذا ختم الصديق الكناني حكايته المعبرة، التي هي صورة رائعة من صور المعلم ايام زمان . اخيرا نقول : الف تحية وتقدير للمعلم المربي العراقي صانع الاجيال .الذي يبقى ذكراه خالدا في الذاكرة العراقية .