من منا لا يعرف موكب بني عامر ؟ ومن منا لا تعجبه فعاليات عزاء موكب بني عامر سواء في محرم الحرام أو في صفر الخير وخصوصاً في زيارة الأربعين؟ ومن منا لم يقف إجلالا واحتراماً للتنظيم الراقي والإدارة المميزة والجهود الكبيرة التي تبذلها لجان الموكب المتعددة لكي تظهر الموكب في أبهى حلة أمام الرأي العام ؟
في هذا العام وقبل شهرين تقريباً قام أحد الانجاس بانتهاك كتاب الله تعالى القرآن الكريم وعلى إثر ذلك كانت هناك ردود أفعال مختلفة انتهت بعد أيام.
اليوم وفي التاسع عشر من صفر وهو اليوم الذي يسبق زيارة الأربعين كانت المفاجأة الرائعة التي تسر الناظرين المؤمنين المسلمين المحبين للقرآن الكريم.
في مشهد مهيب.. أكبر المواكب الحسينية “موكب بني عامر” يرفع آيات من القرآن الكريم في كربلاء.
اليوم وفي كربلاء المقدسة نقشت بين “الشمس و القمر” أعظم رسالةٌ للعالم أجمع إن القرآن الكريم منهجنا .
موكب بني عامر الموحد – أهالي البصرة
صباح اليوم الموافق 19 من صفر 1445 هجرية دخلت الحشود المعزية لموكب بني عامر القادمين من مدينة البصرة لمنطقة مابين الحرمين الشريفين رافعين بعض السور من كتاب الله القرآن الكريم التي تدعو الى المحبة والألفة والتعايش السلمي بين الجميع.
فاجأ موكب بني عامر الناس جميعاً بأفضل رد حضاري عظيم ضد الانتهاك اللئيم. فقد تم رفع خمسة لافتات كبيرة الحجم جداً وكل لافتة على شكل صورة القرآن الكريم وفيها بعض الآيات القرآنية الشريفة التي تم اختيارها بصورة دقيقة وذكية وعبقرية تشير إلى وجود لجان عظيمة وكوادر موفقة وشخصيات كفوءة ورجال ونساء يعلمون ماذا يفعلون ولا مكان للفوضى والهرج والمرج في فعالياتهم جميعاً. فالمتتبع لكل ما يقومون به منذ محرم الحرام ولغاية اليوم يشعر أن هناك عظماء يقفون خلف هذه النجاحات الكبيرة المستمرة ، وأن إختيار أعضاء اللجان الفرعية يتم عبر وضع الشخص المناسب في المكان المناسب _ وهذه من أهم أسباب نجاح المؤسسات جميعاً سواء كانت رسمية أو شبه رسمية أو منظمات مجتمع مدني أو نقابات أو اتحادات_ وان عدم وضع الشيء في موضعه هو سبب الفشل الدائم في الحكومات المتعاقبة سواء المحلية أو المركزية.
ان تجربة موكب بني عامر يجب أن يُقتدى بها من قبل كل المؤسسات التي تبتغي النجاح في عملها ، وإني أرى أن العتبة الحسينية المقدسة والعتبة العباسية المقدسة وموكب بني عامر افضل ثلاث مؤسسات عراقية يجب أن تكون قدوة واسوة لباقي المؤسسات ، ولو كان الأمر لي وثنيت الوسادة لاخترت رؤسائها مكان الرئاسات الثلاث لأربعة سنوات ، وأنا ضامن أن البلد سيكون إلى خير كبير وتطور عظيم ونجاح مستمر دائم .