*بعد صلاة العشاء* ، و عند وصول الزايرة للمضيف ،قالت (زايرة ام حسين ) لخادم المضيف : هذه العباءة للشيخ ، اذهب وقل للمحفوظ : أن (الزاير عابد ابو حسين) أوصى أن اسلمها له ، ولكني تاخرت لعسر الحال، وصعوبة السفر، لكوني من محافظة البصرة …. دخل خادم المضيف إلى الشيخ ،وسلمه العباءة ونقل له ماجرى ..تفحص الشيخ العباءة البالية، التي لا يلبسها حتى راعي من رعاة الغنم، ولكنه وضعها خلف وسادته ، وقال للخادم: احسنوا ضيافة الزايرة ، وفرغوا لها دار الحريم مع عائلتي ، وأن رغبت بالسفر ، اعطوها مبلغ يكفيها، ومتاع شهر من مؤونة وملبس..
*عند الفجر* ، صرخ الشيخ بخدام المضيف ليجلبوا له الزايرة ام حسين ، ولكنهم ابلغوه بأنها سافرت ولم تأخذ شيء .. طلب الشيخ من خدمه ومن ابنائه وإخوته تتبع آثر الزايرة ،وإعادتها للمضيف ..بعد ساعات ، عادت الزايرة مع أحد اخوان الشيخ .. عاتبها الشيخ لرحيلها دون علمه ، وسألها عن المرحوم (الزاير ابو حسين) و قصة العباءة .. أجابت الزايرة ام حسين: منذ أن قتل مدير الأمن ( ناظم گزار ) ابننا حسين (في السبعينات من القرن الماضي) لكونه يخدم المواكب الحسينية ، فإن ابو حسين نذر نفسه لخدمة الزوار ، وكانت عبائته يفرشها سفرة لزوار الحسين، وقد طافت عبائته أكثر من عشرة آلاف مرة ضريح الامام ، و فرشها آلاف المرات لضيافة الزوار .ولما دنت منه المنية ، طلب مني أن اسلمها لك ، وعندما سألته عنك وعن قرابته منك ، قال لي الزاير : القرابة في العباءة ..بكى الشيخ بحرقة وقال : بالامس زارني في المنام رجل وقور يرتدي جلباب ابيض ومعه رجل يرتدي عباءة الزاير ، وخلع الرجل عبائته و وهبها لي ، وسمعت هتافا” من السماء يقول لي : هذه بركة الله لك على خدمتك آل بيت رسول الله..يا زايرة انت في بيتك ولن تفارقينا..
*في اليوم التالي* ، لم تخرج الزايرة من غرفتها ، و عندما دخلت عليها زوجة الشيخ وجدتها مسجية على سجادتها وقد انتقلت إلى جوار ربها عند صلاة الفجر ..
البروفيسور د ضياء واجد المهندس. مجلس الخبراء العراقي