ان من المؤكد ان تعريف القيم يخضع الى  معنيين  معنى لغوي ومعنى اصطلاحي ، كما هو الحال للثقافه  فالثقافه لها معنى لغوي وكذلك معنى اصطلاحي ،، فالثقافه تعني اسلوب وطريقه حياة شعب او مجموعه عرقيه ، وهذا يعني ان حتى القبائل البدائيه في مجاهل افريقيا لها ثقافة خاصة بها ،، فالقيم هي نتائج عوامل مختلفة ومؤثره لشعب او فئه  تتبلور عبر مراحل زمنيه مختلفه وتكون محصلتها النهائية هي هذة القيم التي تصبح العامل المؤثر والفاعل على المستوى الفردي وعلى المستوى الجمعي للشخصية ، وفي عصرنا الحاضر فان اهم العوامل المؤثرة الان على الاعم الاغلب هو مايتلقى من خلال وسائل الاعلام باشكالها وصورها المختلفه ولذلك فان قيم الحضارة التي عمت المنطقة جاء اكثرها من حضارات اخرى معاصرة وخاصة لاوربا وامريكا ،، وعلى قاعدة (ان المغلوب يقلد الغالب في كل شيء) كما يقول العلامه ابن خلدون في مقدمته الشهيرة ،، فقد قلدنا الغرب الاوروبي من الماكل والملبس الى التيارات الفكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية ولا زال هذا الامر مستمر الى وقتنا الحاضر ،، لقد اصبح من الواضح ان وسائل الاعلام وخاصة السينما والتلفزون والان وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة لها التأثير الكبير جدا على شخصية وارهاصات  المتلقي وعلى مدار الساعة فتأثيرها كبير في بلوره توجهات وسلوكيات مستمده مما تقدم من هذه الاعمال وخاصه بالنسبه للمراحل التعليمية ومنها الجامعية على وجه الخصوص لانها هي اكثر استعدادا وتقبلا لهذه القيم ، ومن المؤكد فان هذه المؤثرات لها التاثير الكبير بسبب نزعة المحاكاة والتقليد لما هو جديد وعصري ،، يقول العلامه المرحوم الوردي : – ان الشاب في المجتمع البغدادي بالخمسينات على سبيل المثال تاثر كثيرا بالشاب الذي كان يراه في السينما الامريكيه حيث اخذ يقلده حتى في تصفيفة شعره ،، وكذلك كنا نشعر ونحن اطفال صغار في المجتمع البغدادي ان الكثير من ابناء المحافظات كانت لديهم عقده يمكن تسميتها (عقدة ابن بغداد) فهو يحاول ان يحاكي ويتقمص هذه الشخصية باعتبارها اكثر قربا من العصرنة والحداثة وءتطورا وثقافة ،، والامثلة على ذلك كثيرة ،، اذن فالقيم هي عبارة عن ما يتبلور  من عوامل مختلفة تأتي من مصادر مختلفة والتي في مقدمتها الاعلام المتنوع وبتقادم الزمن تصبح قيمة مؤثرة في شخصيه الفرد والمجتمع .