المعلم هو المهندس الماهر الذي يرفع البلد ويتقدم به الى افاق الحضارة وصاحب الرسالة السامية في المجتمع الذي يغدو نبراسا مضيئا في القيم الانسانية فهو من يتولى ترسيخ الاخلاق الحميدة والصفات الحسنة في نفوس الطلاب اضافة الى تقويم سلوكهم لانه يعتبر رسولا للعلم يحمل اعظم رسالة للإنسانية وهي مهمة المعلم. ومنذ مطلع العام الدراسي الجاري، وبعد أقل من أسبوعين على انطلاق العملية التعليمية يامل المعلمون والمدرسون ، من الحكومة الاستجابة لمطالبهم في رفع مرتباتهم، التي يصفونها بالزهيدة، مقابل حالة التدهور التي اصابت الدينار العراقي ، وارتفاع أسعار المواد الأساسية. وان الحكومة رمت بوعودها عرض الحائط، ولم تعط المعلمين أي اهتمام، رواتبهم لا تكفي لشراء الاحتياجات الاساسية، فما بالكِ بالمتطلبات الباقية كاجار السكن و العلاج، والملابس وغيرها، ومثلما علينهم واجبات فلهم حقوق أيضا.

لهذا اقول متى ننصف المعلم و ندفع للمعلمين والمدرسين واساتذة الجامعات والمعاهد استحقاقهم مثلما ندفع لاعضاء البرلمان والوزراء وموظفي المصارف من رواتب خيالية؟ من الذي يستحق اكثر اجرا عضو مجلس النواب أم الوزير ام المعلم الذي يبذل جهودا مضنية على مدى 25 عاما على الاقل واقفا على قدميه طيلة 5 ساعات واكثر يوميا اضافة الى تاثير رذاذ الطباشير على صحة المعلم وان اغلب المعلمين الذين امضوا اكثر من ربع قرن في تعليم الاجيال اصبح معظمهم الان يشكو من عدة امراض منها المفاصل ودوالي الساقين وحساسية العيون وضغط الدم والسكري والربو من اجل تربية وتعليم وتنشئة الجيل الجديد الذي تخرج منه الوزير والقاضي والطبيب والمهندس وعضو البرلمان و المحافظ.

اقولها بصراحة عندما لاننفق على العملية التعليمية كما يجب التي يشكل المعلم والهيئات التعليمية اهم ركائزها فاننا نسيء الى المجتمع ككل ونعرض مستقبل البلد للخطر ونؤثر سلبا على معدلات التنمية فيه. لانه من يحدد نوعية الموظفين جودة التعليم التي مروا بها، حيث توفر الأنظمة التعليمية المتطورة طلابا يقبلون التحدي، فبدلاً من أن ترى الحكومات التعليم على أنه قطاع يمكنه تحمل المزيد من التقشف ينبغي النظر إلى كل مبلغ إضافي يتم إنفاقه على النظام التعليمي كاستثمار في مستقبل البلد. إذا كان المعلمون هم أفضل شريحة مدرّبة وذات أجور أعلى في شرائح موظفي الدولة ، فعندئذ يصبح أفضل أعضاء المجتمع وأكثرهم سطوعًا هم المعلمون، ويتم تحسين معايير التدريس بشكل كبير؛ ولا ينبغي أن يكون التدريس هو المهنة التي يذهب إليها الناس لأنهم لم يحصلوا على درجات جيدة بما يكفي ليكونوا أطباء أو محامين، بل يجب أن يكون لدينا خريجون يتنافسون حول من هو الأكثر جدارة لتعليم جيلنا القادم.

ولهذا يساهم معلم واحد خلال مسيرته المهنية في تعليم آلاف العقول الشابة، وعلينا أن نوفر له جميع المحفزات المادية والمعنوية والاجتماعية إذا أردنا أن يزدهر اقتصاد العراق وأن نستمتع جميعًا بالازدهار في المستقبل وهذا الازدهار لايحصل إلا بانصاف الهيئات التربوية، المعلمين والمدرسين واساتذة الجامعات والمعاهد، من حيث المرتب الشهري وتوفير السكن اللائق. لان في وجوده دوراً بارزاً في نهضة المجتمع في كافة المجلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية فهو من علم الطبيب والمهندس والعالم، وهذا يتطلب ان نمتن لصاحب كل هذا الفضل الكبير واعلاء قيمته في المجتمع وان نقدر جهده المبذول وان نعطيه مايستحقه من تكريم.

واخيرا اقول الى الذين علمونا سلامة الحرف واعتدال السطر كفاكم فخرا ان كل الناس مهما علت مراتبهم جلسوا امامكم ينهلون من علومكم واخلاقكم وتجاربكم لانكم صناع الحياة وبناة الانسان.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *