يعتبر رياض الأطفال اول محطة للانفتاح على التربية والتعليم وبناء أسس قوية داعمة للحياة المهنية والسلوكية للطفل حيث يعتمد بالدرجة الأولى على هذه الصروح التي تشبه نوعا ما تكوين نواة الخلية للوصول الى الحد التكاملي من النضوج العقلي والفكري ومواجهة الحياة والظواهر الدخيلة المجتمع العراقي والأديان السماوية ناهيك عن محاربة الأفكار المتطرفة وغيرها من الأمور التي لا تعد ولا تحصى.
كل هذا يتطلب بالدرجة الأساس ان يبدأ الطفل التعلم وصعود سلم التعليم وسط بيئة تحاول الحفاظ على استدامة حياة الإنسان، وذلك من خلال ما تشتمل عليه البيئة من أشعة الشمس والهواء النقي بعيداً عن أي منغصات تقلب حال الطفل من مستبشر الى كائن خامل كما يحصل الان في إحدى دور رياض الأطفال داخل مجمع الطالبية السكني شرقي العاصمة بغداد الملتحف بالنفايات بشكل يعكس الواقع المخجل لتنشئة الأجيال واسواره اشبه بأسوار السجون متسخة الى حد انك تتوقف الف مرة قبل التوجه لتسجيل اطفالك داخل هذا المكان الشبه معدوم من الحياة الكريمة فمكب النفايات وضع بجانب سور المدرسة وهو عبارة عن جدار نصف مستطيل يقوم أهالي المجمع رمي أكياس القمامة فيه حيث تتجمع الحيوانات والقوارض والحشرات نهاراً ليلاً في هذا المكان المقيت والغريب انه تحت انظار الجميع!..
ولا أدري ان كانت إدارة رياض الأطفال في مجمع الطالبية السكني قد طلبت وبشكل رسمي حلولاً عاجلة منها نقل هذا المكب الى مكان اخر بعيداً عن الأطفال والملوثات التي ستتسبب بها والامراض المترتبة عليها خاصة مع دخولنا فصل الشتاء ومخاوف من عودة موجات الإصابة بفيروس كورونا مجدداً الى البلاد والاصابة بالأمراض الأخرى فالحشرات هي ناقل رئيسي للأمراض.
الحاجة تؤكد اليوم وقفة جادة من وزارة التربية بضرورة تكثيف حملات التفتيش على مدارس رياض الأطفال خاصة في المناطق الفقيرة والمجمعات السكنية ووضع إجراءات عاجلة وصارمة لمنع انتشار هذه الظواهر المخلة بتنشئة الجيل الجديد ومنح الطمأنينة للعوائل العراقية بان اطفالهم بأيدي امينة وضمن مسؤولية الوزارة قبل كل شيء.