من الوظائف المهمة في دوائر الدولة أذكرها، هو منصب (ضابط) أمن الدائرة، وهو منصب (مدني) رسمي، يكلف فيه أحد الأشخاص المؤتمنون، من قبل جهات عليا، في جميع دوائر الدولة والمؤسسات الرسمية الأخرى المهمة.
ويكون إرتباط هذا (الضابط) وفق شروط وتعليمات أمنية رصينة، في كيفية الحفاظ على أمن وأمان ممتلكات وموظفي الدولة، ومتابعة كل شاردة وواردة، ومعالجتها فورياً، وجذرياً.
ويكون واجب (الضابط) بعيد كل البعد عن أي تأثير أو ضغط من مدير عام الدائرة، أو وكيل وزارة، أو فوق أو أدنى من ذلك.. ويكون التعاون إدارياً، فيما بينهم لتبسيط وتذليل أي عقبة، دون تأخير أو مراوغة.
كان من أهم واجبات (الضابط)، هو أمن ممتلكات الدائرة، تأمينها كالتحصينات والتحكيمات في منافذ مخارج ومداخل الدائرة، ومتابعة أجهزة الطوارئ والإنذارات المبكرة، ومعالجة أي خلل حاصل وإتخاذ كل الإجراءات والسبل الكفيلة في سرعة وضمان.. لكي لا تقع خسائر فادحة في حدوث أي طاريء قد يحصل في أثناء الدوام الرسمي أو بعده، ومتابعة الواجبات والحراسات المسائية والليلية.. لضمان سلامة الجميع.
أسوق هذا الإستذكار، بعدما حلت الكارثة الكبرى في (قاعة أعراس) الحمدانية، مؤخراً، حيث زهقت فيها مئات الأنفس البرئية.. ومن قبلها مئات الحوادث المتشابهة في دوائر ومؤسسات الدولة تحت أسباب واهية وكاذبة، لتغطية الفساد الإداري والمالي.. لعدم وجود (ضابط) يتحمل هذه المسؤولية الأمنية والأمينة، ويكون المسؤول الأول أمام القانون!!