3-3

الأصنام نصنعها و نضفي عليها القدسية, و اذا ما حاول (متمرد) إزاحة القناع عنها أتهم بجريمة بالتجاوز على الرموز / لأن السلطة صدقت الكذبة قبل الجمهور.

والاعلام لم يعد مرآة الواقع , و إنما مرآة مالك الوسيلة الاعلامية / لذلك أصبحت أدوات للتنفيس عن غضب الناس و ليست للاستقصاء و نشر المعرفة و البحث عن الحقيقة.

ويتدافع الفقراء لتسجيل أسمائهم في منحة الإعانة الاجتماعية , و حين يستلمها يفرح و يمدح الحكومة / غير أنه لا يسأل لماذا هو فقير في بلد غني بل ثري ؟ و لماذا يذهب للدفاع عن اللصوص عند وقوع الأزمات العسكرية و السياسية ؟

والكل اصبح يكذب كالسياسيين الذين سرقوا الأمل و الحلم الذي كان الشعب يطمح اليه بالتغيير . و رغم معرفته بعد عقدين من الزمن أنه غارق بالازمات و العنف و إصابته بالخيبة من معظم القادة الذي حكموا البلاد / بيد أنه ما زال يعيش الوهم بالاصلاح لمشاركته بالخديعة و المخاتلة بانتخابهم المرة تلو الاخرى . ليسهم بتشكيل نظام إستبدادي بغطاء ديمقراطي.

كل ذلك يشير الى الفشل و الانحدار نحو تخريب القيم و الاخلاق و غياب العدالة الاجتماعية و تقويض الحرية الذي ينتج الخضوع, و يفضي الى تفشي العنف و الجريمة و تفكيك المجتمع . فقد أصبحت تلك المشاهد أمراً طبيعياً لا يثير الدهشة و الرفض , بل الصمت و الضحك على مستوى الغباء الذي يتكرر لوقوعه بأشكال مختلفة . ما إدى الى الشعور باللاجدوى لعدم توفر الجرأة في التغيير و بناء المستقبل .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *