مِن الصعْبِ جدّا
مِن الصعْب أنْ يذْرفَ الجِنرالُ الدّموعَ
علَى كائنٍ بشريّ
على أيّ شيء
ولوْ كانَ منْ صُلْبهِ القُدُسي
ولوْ كانَ في خلْوَة وحْدَه
فَهلْ قدّ منْ حجَرٍ
أمْ منَ المَعْدنِ الماورائيّ للآلهة
ولكنّه اليْومَ فِي شَاشةِ التلْفزَةْ
بكَى الجِنرالُ،بكَى جاثمًا كَالأراملِ
ينْدبُ مِنْ شدّةِ الخطبِ
يجْثُو عَلَى ركْبتيْه
إلَى أنْ تبيّنَ مِنْ لحْمِهِ العَظمُ
والدّمُ يَطفُوُ
بكَى كلُّ منْ حوْلِهِ،كافّةُ حرّاسِه،الوزراءُ، العسَاكرُ
والمخْبرونَ ،السّماءُ بكلّ شياطينها والملائكِ والأوْلياء
وَكالاَتُ حَجّ العبابيث،والضّاربون بأنْيابهم والسّواطير
في الدوْرةِ الدّمويّة للأرْضِ،أطفالُ كلّ المدارسِ
أعْني المسالخ للرّوح والطيران،مسوخ المحامين
مثل الصراصير في حانة الصحفي،
قُضاةُ المحَاكم والمتّهَمُونَ،
تَماثيلُ أسْلافنا الشهداء
كلابُ حراسةِ عوْرتهِ الجامعيّون نقّادنا
يصْنعونَ من الروْثِ جوْهرة المُعْجزاتِ
المَشاهيرُ فِي مُلْصقاتٍ عَلى الجُدرانِ
والسّنُونُو المُعنّى بخفّة تحْليقهِ، المُضْربونَ عن الورْدَة،
العاطلونَ عن الأبديّةِ، والحبّ في كتبِ الله
مُسْتأثرين بقُوتِ القطا واليَتَامَى
الأجنّة قبْل الولادة،
صنّاعُ تمثاله المتْرفونَ الخنازير
في قمقم الوحل للبرلمان
الطحالب في دورة الماء تنمو
الحجارة أفئدة الآلهات
الإذاعات والصحف الشعوذات
اليرابيع في حاويات المزابل
والشعراء الحلازين
طلاب مسْرحنا
هؤلاء معا كلهم غرقوا في البكاء
فمنْ ليْسَ يبْكي
فلنْ يبْصرَ الشمْسَ بعْدَ قَليلٍ
وَلوْ حُلمًا
أوْ مُجرّدَ لفظٍ علَى شفتيْه
بكَى الجِنِرَالُ،
بَكَى فِي الجَنازةِ كالوحْشِ
يَخْبط كَفّا بِكفِّ،
بَكَى وهْوَ يكْبُو
علَى منْ قَضُوا نحْبَهم
غِيلَةً في الظلام،
وفِي السرِّ كانَ
يُتمْتمُ: طوبَى لكُمْ
لمْ تمُوتوُا بكلْتا يَدي