في هامش كتابه ( قناديل الذاكرة) الذي صدر مؤخراً، يصارح مؤلفه الأستاذ عگاب سالم الطاهر القراء بالقول « أن ذكرياته عزيزة على قلبه وقد لا يتفرد بها فإن فيها الحّلو والمرّ وما يستدرج الدمعة أو الابتسامة من نقطة شروعه يوم ميلاده لهذا اليوم، فهي رحلة طويلة اجتاز فيها طرقاً وعرة جُنباً ومنبسطة جُنباً آخر وان سفينة رحلتة رست على سواحل آمنة أو مليئة بالقرصنة لكنه مضى هذا قوله، وهذا ما لمسته انا فيه حقاً عند قراءتي لمؤلفاته التي بلغت (14) كتاباً وخاصة في مؤلفيه ( أجراس الذاكرة) و ( شواطئ الذاكرة ) فقد جاء فيهما على ما كان له في حياته نظرة قراءة وتحليل وتقييم من خلال توقفاته للنظر إلى الوراء فإن وقائعها قد حفرت اخاديد في أرض العمر، ودون شك انها قد استقرت دون تنكر للماضي لانه ليس من السهل ردم نهر الماضي بتراب الإنكار « وانا الذي قد وجدت في هذه المصارحة واقعاً لمسته ورايته فيه كون علاقتي به ممتدة منذ أكثر من خمسة عقود مضت من دون انقطاع، في هذين الكتابين جمال الذاكرة كان حيا يعيش في قلبه وعقله فلم يتجاوز ميناء ولا شاطئ الا وقد ارسى سفينته فيها يستذكر أحبته يسال عنهم ويكتب عنهم وما كتابه هذا ( قناديل الذاكرة) الا استكمالاً لهذا المنهج المشوّق والمحبوب للقارئ وما الثلاثة الكبار الذين قدموا للكتاب وبمرجعيتهم العالية ( فكرية واكاديمية وبحثية وثقافية وصحفية واعلامية…) الا تسجيل باقلامهم الزاهية كل ذلك بحق المؤلف فيما حفرهُ ويحفرهُ في ( قناديل الذاكرة) وما سبقه، فما أجملها من ذكريات بجمال صورتها بالاسود والأبيض دون رتوش وباستقلالية تامة دون انحياز بعيدا عن أي مصلحة نفعية غير المحبة والرضا وهو الذي يؤمن ويعمل بحكمته ( حب لأخيك ما تحب لنفسك)

( قناديل الذاكرة) بصفحاته ال ( 122) صفحة شهادات معالم في الطريق منها قد أخذه إلى بلدان كثيرة زارها وكتب عنها، وصفحات دوّن فيها شهادته عن ما في ذاكرته ووثائقه عن العديد من ( الشعراء الأدباء والباحثين والصحفيين والاعلاميين والعلماء والبعض من الرؤساء) وفي صفحات أخرى عن صحف عراقية وعربية وشهادات أخرى قد حملته حقائب سفره (1) و(2) كما وياخذنا في (قناديل الذاكرة) بصفحات أخرى إلى عناوين كتب قد قرأها لكتاب عرب وعراقيين وعن البعض من الكتاب الذين كتبوا عن مؤلفاته وعن شخصه ومنهم من سجل لهم شهادات واعتزاز بها، وفي الختام لم يفته أحداث فرضت نفسها ليسجلها في كتابه هذا وهو تحت الطبع.

وكانت الخاتمة» ملحق الصور» توثيقا لبعض من الذاكرة.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *