أقسى عقوبة يتعرض لها الكاتب هي كسر قلمه، والأقسى منها عندما يضطر هو الى كسر قلمه بيده.
لقد أجبرتني الظروف أن أضع قلمي جانباً وأتوقف عن الكتابة. ليس الأمر مزاجياً ولا هي استراحة محارب، إنما هو موقف تفرضه عليّ القيم الأخلاقية، فلا أريد أن يتضرر بعض أصدقائي وأخواني مما أكتب.
إن الطبقة السياسية في بلدنا تستخدم أساليب الضغط التي لا تخطر على البال، إنهم بارعون فيها، لا يمنعهم مانع، ولا يردهم وازع. وقد وجدتُ أن مقالاتي تسبب ضرراً بالغاً لأخوة أعزاء، مع أنهم أكثر من يعترض على منهجي الكتابي، وقد حدثت في فترات متعددة قطيعة بيني وبينهم بسبب ما أكتب.
لو كان الضرر يلحقني وحدي لما باليت ولا ترددت، فهذا طريق مشيته، رفضتُ الإغراءات لكي أتركه، فما تركته. جرّبوا معي القوة باعتداءات متكررة، مثبّتة ومسجّلة عند الشرطة البريطانية، فما تراجعت. لكن القضية هنا خرجتْ عن استهدافي شخصياً الى استهداف غيري ممن أعرفهم وتربطني بهم علاقات صداقة وأخوّة، ولا أريد أن أتسبب لأحد بضرر وهو بريء من حبر مقالاتي، لا دخل له بها بكلمة أو رأي أو اقتراح، بل أن الأمر يصبح أكثر ألماً عندما يلحق الضرر بأشد الأشخاص اعتراضاً ورفضاً لكتاباتي.
عذراً لأصدقائي الذين لحقهم الضرر بسبب مقالاتي، فو الله الذي لا إله إلا هو، لم أكن أتصور لحظة واحدة أن الضرر سيلحقكم بسبب ما اكتب.
عذراً أيها الأخوة القرّاء الكرام، فالسبب أقوى من قدراتي.