سقطت تطبيقات الامن الإسرائيلي في حلبة عمليات طوفان الاقصى .. خلال الساعات الماضية حققت المقاومة الفلسطينية نصف النصر المنشود بانتظار النصف الثاني متمثلا في اعتراف الحكومة الإسرائيلية بالعجز عن تطبيق خيار شمشون واسقاط المعبد على رؤوس الجميع واستخدام البديل المتاح في التفاوض المباشر مع قيادة هذا الطوفان على الأرض او سياسيا من خلال السلطة الفلسطينية.
اي تحليل اولي لاصحاب المصلحة يمكن ان يفرز الحقائق التالية :
اولا : خيار حرق الأرض الذي فرضته عمليات طوفان الاقصى..أسقط خيار القبة الحديدية الإسرائيلي .. فضلا عن خيارات التفوق الجوي والمدفعي ..ربما تلجأ القوات الإسرائيلية الى تكثيف القصف في عمليات السيوف الحديدية المقابلة..الا ان ديمومة خيار حرق الأرض واستعادة مواقع مستوطنات إسرائيلية بقوات حرب عصابات تستعيد نظرية ماو الصينية تؤكد ان كل أساليب الحرب التقليدية مع مجموعات غير نظامية تفشل حينما يتخذ القرار الأكثر جرأة في حرق الأرض الحالة الأصعب امام القوات التقليدية للقتال على ارضها وليس الدفاع عنها خارج حدودها .
ثانيا : في المضمون الفلسطيني.. يمكن تكرار نموذج انتفاضة الحجارة او العمليات غير النمطية لجماعات المقاومة الإسلامية الفلسطينية لتحقيق انجاز في اطلاق سراح أسرى او الحصول على بعض المطالب التي ترفض عادة من الحكومة الإسرائيلية ..سؤال مثير للجدل اليوم مع هذا النمط غير التقليدي من طوفان الاقصى الذي ربما يغرق حتى السلطة الفلسطينية ويجعلها خارج امكانية توظيف متغيرات الأرض لصالح طاولة المفاوضات.. بما يطرح تساؤلات مهمة جدا عما يمكن ان يكون فعلا خلال يومين مقبلين لقياس تطور الاحداث .
ثالثا: عربيا . فقط يمكن للملك عبد الله والرئيس المصري التدخل السريع في اي اتجاهين اما طاولة المفاوضات او تقديم المساعدات الانسانية لاسيما الطبية .. كما تفتح هذه العمليات بوابات الولوج للنظام السوري في استعادة كلمة المرور مع إسرائيل لضبط حركة الفصائل المسلحة المؤيدة لمحور المقاومة الإسلامية باتجاه لبنان لاسيما منطقة الحدود الجنوبية بما يجعل حسابات تل أبيب العسكرية في منطقة تخلخل حقيقية اذا فقط إذا ما جرى تحشيد مجموعات قتالية من العراق واليمن وربما من إيران على الشربط الحدودي لان فعاليات الحرب التقليدية مرة أخرى تثبت انها أقوى من كل المناورات بموجة الحرب الخامسة لاسيما وأم هذه الجماعات تمتلك مرونة تعديل قانون الحرب التقليدية من خلال المسيرات والصواريخ وهذا ما اثبتته نتائج الساعات الأولى من عمليات طوفان الاقصى.
رابعا : عربيا على المستوى السياسي ..هناك سقوط لنظرية التطبيع مع إسرائيل.. بل حتى من يدعي ان من شروط هذا التطبيع حل الدولتين .. فحرق الأرض اليوم حرق ايضا عنجهية إسرائيل ومن تحالف معها .
ايضا على المستوى السياسي ربما تجتمع الجامعة العربية اولا على مستوى السفراء وربما يدعى الى مؤتمر لوزراء الخارجية بل وحتى لمؤتمر قمة طاريء ..الا ان اي بيان يصدر لن يصل الى قرار استخدام النفط في حرب طوفان الاقصى .. كما لن تصل المواقف وردود الأفعال اقتصاديا الى تهديد حقيقي لمصالح الولايات المتحدة الأمريكية او الاتحاد الأوروبي المؤيد لإسرائيل في حربها على العرب عامة والفلسطينين خاصة .
كما لن تصل اي مساعدات عربية لمقاتلي غزة الى حدود الدعم العسكري المباشر وغير المباشر .. وستقف عند إغاثة إنسانية حسب اتفاقية الأمم المتحدة للصليب الأحمر الدولي لا غير .
خامسا : عراقيا .. لا اعتقد ان المواقف وردود الأفعال تتجاوز عقدة الفعاليات السياسية ما بين الشكل العام للدولة الرسمية والبيانات لقوى تحسب على محور المقاومة الإسلامية المدعوم إيرانيا.. السؤال يكون عن موقف الجهاز الأمني الحكومي لاسيما في قيادة قوات الحشد الشعبي عن احتمالات تحشبد ومشاركة قوى من المجموعات المشاركة في هذه القوات للاشتراك في مناصرة على الأرض في حبوب لبنان مقابل الموقف الامريكي وشركاه.. لاسيما مع إشهار واشنطن سلاح الدولار ضدهم . منا يمكن ان يفتح اب اب التضخم من جديد تحت عنوان منع وصول الدولار الأمريكي لفيلق القدس الإيراني في حربه على إسرائيل ومساعدة عمليات طوفان الاقصى ..تلك احتمالات مطلوب قراءة أفعالها وردود الأفعال المطلوبة من جميع الفعاليات المجتمعية والاقتصادية والسياسية عراقيا وانعكاسات ذلك على واقع عراق اليوم.
الاهم والابرز ان إسرائيل تلقت موجة الصدمة الأولى وربما تكون هناك مفاجأت لموجات اكثر صدمة ..مما بجعل جميع الاحتمالات مفتوحة الابواب . فالحرب على الأرض تختلف منها على التسويق الاعلامي في التصريحات والبيانات ..ما بين هذا وذاك على منظمات المجتمع المدني العراقية تسارع الخطوة لتحشيد حملة مناصرة وطنية لمقاتلي طوفان الاقصى ..فالدعم اليوم مطلوبا ليس بالكلمة فقط بل حتى بجزء من رغيف الخبز .. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!