الانتماء كلمه مجرد، يستغلها من يريد لمصالح معينه او اغراض سياسيه، فليس هناك تعريف محدد للانتماء، فحين بحثت عن تعريف للانتماء، في كوكل، اول ما صادفني هو
” حالة شعور الانسان الى الانضمام الى مجموعه” . هذا باعتقادي تعريف مهلهل، لا يعطي الشكل الا صفة هلاميه لا شكل لها و لا طعم و لا رائحه.
فهذا النوع من الانتماء ليس اختياري، انما هو قسري، فالانتماء الى الوطن مثلا، هو انتماء قسري، لانني لم اختار ان اراد في هذا المكان المحدد الذي اسمه الوطن، فالوطن هو مجموعة الذكريات التي تربط الانسان بمكان و زمان محددين.
و الانتماء الديني، و هذا ايضا قسري، يثير المشاعر و يؤجج الانسان الى الدفاع عن شيء ربما هو نفسه بجهل الكثير في اموره، فالغيره على الدين كما صورها لنا ابائنا و اسلافنا، و هنا القصص كثيره في الايثار و التضحيه من اجل الدين او العقيده كما كانوا يسمونها.
نعم هناك انتماء تطوعي، او دخول الشخص في وعي لهذا الفكر او ذاك، بعد معرفه و ايمان بالافكار او المباديء التي يرى انها حقه او على صواب، كالانتماء الحزبي. فالكثير من ابناء جيلي قتل و تروع و تشرذم من اجل انتماءه الى هذا الحزب او ذاك.
لكن يبقى الانتماء الواعي اي بعد درايه و معرفه و من ثم ايمان، هو الاصدق و الاقرب الى العقل و المنطق، لكن ملاحظتي الشخصيه، و بعد تجربة ” عمر و تعده الستين لا يفلان” اقول ان انتماءات مثل هذه انتماءات موقته، لان الايمان حاله متغيره و غير ثابته، فكلنا شاهدنا و عرفنا المثير منً المنتمين للاحزاب ” المبدئية” كيف غير منهجه و مبدئيه من اجل المال، و كلنا يعرف كيف كان الدفاع عن المبادئ يخبئ الكثير من الاسرار، و ما دافع عنه اولائك الان ان يقبضوا الثمن، نعم ربما للمبادئ ثمن، و لكن لا يمكن ان يكون الثمن بهذه الطريقه، فهذا يلغي مبدء الانتماء عن درايه و وعي و من ثم ايمان.
تبقى كلمة الانتماء بالنسبة لي كلمه مثل كلمه الله، الحب، الحق، اقصد كلمه مجردة من المعنى اها من يستغلها و لها من يعتاش عليها و من يراهن الزمن في الوصول الاسرع بها و لها.