تعودت أن أكتب مقالات علمية عن القطاعات الاقتصادية والتكنولوجية، وعن المخاطر التي تواجهها هذه القطاعات، وسبل إيجاد الحلول لتطويرها. ولكن ما نشهده هذه الأيام من أعتداءات غاشمة على أهلنا في فلسطين يجعلني أشعر بواجب أكبر للتعبير عن الاستياء والاستنكار. لا شك أن قضية فلسطين تعتبر من أهم القضايا العربية والإسلامية والانسانية التي توحدت حولها الشعوب والأمم لسنوات طويلة. إن معاناة الشعب الفلسطيني، والاعتداءات الصهيونية المستمرة على أراضيهم وحرياتهم، هي جرح عميق في قلوبنا جميعًا. من الضروري أن نلتزم بالثوابت والعقائد التي تربينا عليها، وهي أن قضية فلسطين هي قضية العرب والمسلمين الأولى. إن الصراع العربي الإسرائيلي لا يمكن أن يُبسط بأنه صراع بين جيش نظامي ومليشيا غير نظامية هذا هو تصوير مغلوط ومسيء للحقيقة, فالثابت المقاومة الفلسطينة تدافع عن قضية تحرير أرض والدفاع عن العرض من كيان مغتصب للارض منتهك للاعراض . وفي الوقت الذي نشاهد فية التشضي في المواقف العربية نرى توحيد وأصرار غربي على دعم الكيان الصهيوني ما يثير الاستياء أكثر هو تصوير بعض وسائل الإعلام العربية هذه الاعتداءات الصهيونية بطريقة تجعلها تبدو وكأنها معركة بين الصهاينة وإيران، وهذا يبدو واضحًا أنه محاولة للتضليل ومنع التعاطف مع قضية فلسطين. فهل تغيرت الثوابت والعقائد؟إن الإجابة على هذا السؤال تكمن في وحدة الشعوب العربية والمسلمة حول هذه القضية. فقد أثبت التاريخ مرارًا وتكرارًا أن الشعوب العربية والإسلامية تندفع بقوة عند مواجهة الاعتداءات الصهيونية. لا يمكن لوسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي أن تغيّر هذا الواقع. إن العقائد الدينية والقيم الإنسانية تكون أقوى من أي محاولة للتضليل.إذا كانت هناك محاولات لإقناع الشعوب العربية والإسلامية بتبرير جرائم كحرق القرآن واقتحام المسجد الأقصى، فإنها لن تنجح. الشباب العربي يتمتع بوعي عالي ووعي ديني قوي، وهم ملتزمون بالقيم والعقائد التي تعلموها. إنهم سيتوحدون لنصرة إخوتهم في فلسطين، ولو بكلمة أو تظاهرة سلمية.من الضروري أن نستنهض همم الشباب ونوجههم نحو تعبير سلمي وفعال عن غضبهم وتضامنهم مع فلسطين. إنهم يملكون القوة لإفشال المشروع الصهيوني الغاشم. على الحكومات والمؤسسات العربية أن تدعم هذا التحالف وتوفر للشباب المنصات والفرص الكافية للتعبير عن رفضهم للظلم والاحتلال.باختصار، لن نسمح لأي محاولة لتغيير العقائد أو تضليل الرأي العام بالنجاح. إن قضية فلسطين مصيرية للشعوب العربية والإسلامية، ولن يتخلى الشباب عنها. إنهم سيظلون ملتزمين بدعم إخوتهم في فلسطين والتضامن معهم حتى تحرير أرضهم واستعادة حقوقهم المشروعة.