جرت العادة في بلادنا ان تستعد الاحزاب للانتخابات، وحينها تطلق البرامج الواعده والوعود الرنانه، ويتحول كل شي الى ممكن، ويصبح المرشح او السياسي قريبا من الجمهور، وتفتح ابواب الامل على مصراعيها امام الناخبين.
هذا في العلن، اما خلف الكواليس فتشتعل حملات تسقيط المنافسين، والتخوين والتدليس وكيل الشتائم للمنافسين، وتحت شعار الغاية تبرر الوسيلة، تستخدم كل الادوات لتسقيط الخصوم ، اللذين كانوا حتى الامس القريب حلفاء او اصدقاء، من المكون ذاته.
اما بعد الانتخابات،وحالما تعلن النتائج ، تبدا الاجتماعات ولقاءات التفاوض مع من كانوا في معسكر الخصوم قبل ايام ، بحثا عن تحالف سياسي من العيار الثقيل، يضمن مقاعدا وزارية او مناصب في صناعة القرار!
هذه المفارقة باتت عرفا سياسيا، يعتمده الجميع دون استثناء، متناسين برامجهم ووعودهم التي تبخرت بعد دقائق من اعلان النتائج.
خمس دورات انتخابية مضت، ولم تنضج التجربة السياسية لاحزاب السياسة، الدينية او المدنية، ولم يزد رصيدها معرفة وخبرة، من الية التعاطي بحذر ودقة ، مع مرحلة ما قبل الانتخابات، وبصدق وامانة في المرحلة التي تليها ،
حالة التخبط السياسي، وتقلبات المواقف التي تحكمها المصالح الانيه، لاحزاب مؤثرة ، لم تكلف نفسها بتبني مواقف ثابته او برامج واضحة قبل الانتخابات، تتيح للناخب امكانية متابعة خط سيرها وعملها، ويستنتج من يلائمها او من يتعارض مع متبنياتها ، من الاحزاب او القوائم،
اختلاط الابيض بالاسود ، وحالة التخبط والضبابيه في تصنيف الحلفاء والخصوم، وتبدل المواقف من اقصى اليمين الى اقصى اليسار، حول الثقة بهذه الاحزاب الى شكوك، لانها نفذت وعودها بالمقلوب ، وخالفت المصداقية، وناقضت شعاراتها،
ولعل هذا الجهل بابسط مبادىء السياسة ، كان سببا في تراجع حظوظ هذه الاحزاب، التي خسرت الكثير من رصيدها الجماهيري والفكري في ان واحد.