الصين تزرع الجبال خبر وموضوع مميز وخصوصا عندما تنظر موقع الزراعة فيتبادر الى ذهن المتلقي سؤال لماذا وما السبب والجزء الاهم لايرتبط بالصين بل بالواقع العراقي الزراعي والاقتصادي عموما .
للإجابة يجب أن تكون بتقديم ،
الاقتصاد للبلدان ركن اساسي ويعد من مقومات الدولة .
تختلف النظريات والمشارب الاقتصادية اختلاف كبير من حيث العمل لكنها برغم ذلك تتفق ضمن مبدى واحد بسيط تيسير وديمومة الحياة للدولة والمواطن على حدا سواء .
هنا نود الاشارة ان كُل نظرية ومريديها يعتقدون انها الافصل والانجع للعمل .
الاقتصاد العراقي لفترة ليست بالقصيرة لم يشهد قفزات مميزة لانه بفترات يتم التركيز على قطاع معين لينتهي ذلك القطاع بتغير السياسة الاقتصادية ، هذا الامر يعود بالاساس لعدم وجود سياسة اقتصادية ستراتيجية مستدامة .
عدم وجود ستراتيجية واضحة هذا الامر بحد ذاته مشكلة .
اقتصاديا وماليا النفط هو المصدر الذي ياتي بمردود مالي عالي سريع ( بيع ، شراء ) .
العراق ببساطة بلا مورد سوى النفط وهو من الاخطاء الإستراتيجية التي كنا وما زلنا بل وسنبقى ندفع ضمن ذلك لعقود طويلة .
لذا التنوع والانفتاح الاقتصادي والمالي امر مهم لنمو التجارة والصناعة والزراعة.
التنوع بالموارد مهم لكن الاهم ان نصل ما يسمى ( الاكتفاء الذاتي ) .
الاكتفاء كمفردة هو الاستغناء والاستقلال عن سيطرة الغير ،
لذا تسعى البلدان والحكومات الوصول إلى الاكتفاء لأنها ستكون بقمة التحرر والاستقلال الاقتصادي والمالي والذي سيلقي بضلاله على السياسية وقوة القرار السياسي والاداري .
السؤال الاهم ان كانت ميزات الاكتفاء كبيرة ، لماذا لا تنطلق البلدان ومنها العراق بالاكتفاء وينتهي الامر ؟
الجواب بشفافية الاكتفاء الذاتي ليس حلم بل بناء طويل برؤية ستراتيجية مهنية قيادية تطويرية لاستثمار الموارد الأولية للبلد بدورة زراعية اقتصادية ومالية وتجارية.
هذه الدورة هي مفتاح النجاح والاكتفاء .
عراقيا الاقتصاد المعتمد على النفط يجب أن ينتهي خلال العشر سنوات القادمة او على الاقل الاستغناء عنه بنسب تتجاوز 50% .
الامر بالعراق مفتوح والقطاعات زراعية صناعية تجارية اقتصاديات واعدة لكن بحاجة إلى معطيات ورؤى موحدة لدولة وليس لحكومة ، هنا يظهر جليا دور العاملين بالتخطيط الاستراتيجي والاستدامة لكل قطاع والاستنارة بخبرتهم وتجاربهم وخططهم المستقبلية للبناء الصحيح .
اول الطريق التفكير جديا انه بوجود ارض خصبه ومياه عذبة وتنوع مناخي ، ستكون الوفرة الزراعية حاضرة خلال خمسة اعوام زراعية يتزامن مع تقييم وتقويم مستمر مع البدء الجدي بإنشاء برادات لحفظ المحصول وايضا انشاء معامل للصناعات التحويلية ذات مواصفات تراعي الإنتاج العالمي ، هنا تنطلق التجارة الداخلية والخارجية مع فتح قنوات التبادل التجاري والصناعي والزراعي بالمكننة والمعدات الحديثة ، الاستثمار والعمل المشترك يجب النظر اليه بجدية .
الخطوة المهمة الثانية انشاء
مدن ذكية جديدة تتوافر وتجتمع فيها كل الخطط والبرامج المستقبلية كنواة أولى ، عند نجاح هذه المدينة ستكون انطلاقة لتغيير مجمل الواقع العراقي المتردي ولو إمتزج بناء المدن الذكية مع المجمعات السكنية الذكية .
المحافظات الحديثة هي النتيجة المرجوة .
يتزامن كل ما يتقدم بسلسلة من الإجراءات والقرارات بسطوة القانون والدولة بضبط الحدود والتسهيلات المالية والقانونية مع البدء الواقعي لمبدا حماية ودعم المنتوج الوطني .
هنا نعود لأصل السؤال لماذا تزرع الصين الجبال الوعرة ، لانها ببساطة امام تحدي اسمه الامن الغذائي والذي سيلقي بضلاله وبقوة على السياسية الداخلية والخارجية .
الاكتفاء الذاتي طريقه الاكتفاء الزراعي والحيواني والغذائي والاستغناء عن فكرة النفط اساس الاكتفاء والاقتصاد .
النفط وقطاع الطاقة عموما مجال للتنافس والدخول مع المنتجين باشبه بالتهديد العالمي لانه لعبة سياسية اولا ثم اقتصادية.
لذا إيجاد أسواق للعراق طويلة الأمد هذا أمر يجب تدبيره من أناس أكثر تفائل وأكثر دراية بمستقبل الطاقة وان يستمر ذلك حتى وإن انخفطت الأسعار الا ان التسويق ضروري ونحن لأنتكلم عن الاستخدام الداخلي بل الخارجي هو الاهم كي نكسب الأسواق وعلى مدى طويل وهذا أمر صعب وفق المعطيات الإقليمية والدولية.
اذن لنفكر بجدية وندقق أهمية الاكتفاء الذاتي لانه دورة اقتصادية ومالية كاملة .
للمثال عندما يأتي راتبك او مردودك المالي في الوقت المناسب ، قد تأكل دجاجا ، وعندما يقل ربما تأكل منتجات الدجاج (البيض) وبعدها تبدأ في تناول مثل القمح .
أخيرًا عندما ينتهي مدخولك المالي ، قد تصبح مثل الدجاجة نفسها ، تقضي معظم وقتك تهوم بحثا عما تأكله وهي سياسية التجويع التي حطمت الاتحاد السوفيتي السابق .
لننظر للمستقبل جيدا فالمستقبل يبنى ولا ينتظر لنصنع غدا مشرق ينعم به العراقيين بالخير والرفاه بتنازل بسيط عن التفكير الجامد لصانع القرار لأجل العراق ، لنامل بغدا افضل
تقديري واعتزازي