لم أتعلم الكثير في تلك السنوات الأولى من عمري، لم اتذكر الكثير مما حدث،
اتذكر فقط بعض الأشياء الاوليه، بعض الاصوات، بعض الهمسات، لاني كنت اخاف بشده، اخاف ان افتح عيني، اخاف ان اتنفس كي لا يسمع احد صوتي، مضى وقت، لا اتذكر كم من السنين بالظبط، لكنني صرت امشي و اقترب من الضحك و البكاء ، صرت اميز بين الخوف و الخوف الاخر، مخاوفي كثرت، لكني كنت انطلق بفرح لا اعرف مصدره.

قضيت سنواتي العشرة الثانيه في الغالب
أتعافى من مخاوفي الخفية، كنت لا اكترث للموت، او للحياة، فقد تساوت عندي الاشياء، لم أفكر كثيرًا فيما كان ينتظرني،كانت اللعبة الانية أكثر من كافية.

الوقت ضياع و الضياع هو الوقت، اقضي جل وقتي على أرضية ممزقة ملوثة باللون الرمادي. كنت اكره الالوان الاخرى، كنت امزق الساعات بل الايام بين النوم و العبث بما يتيسر لدي من نساء او خمره، كنت كالطلقه بلا ماض، لا احد لا شيء يقف في طريقي. كنت ارفس الماضي بكل ما أتيت من قوه، كنت ادينه و اسب كل الذي فيه من احداث و اشخاص.

حاولت ان اعيش، بين الانفاس و بين الملذات، لاكثر من مره ففشلت، و كان الفشل قائدي دائما، اكرر المحاولة، نعم دون تعب لكن دون جدوى. ما زلت أحاول فرز تلك السنوات الأولى
للعثور على معنى لهذه المشقة و التعب المضني، ربما تكون الحياة أصعب بكثير
إذا كان لا بد لي من تضمين تلك المخاوف التي لا تزال معي، وكل تلك الاشياء التي اخترت ألا أتذكره.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *