في الدول التي لا مؤسسات فيها تحدث كوارث يومية بدءا من اصغر دائرة وحتى المستويات العليا من السلطة.ويصح ان اصف كل ما يجري بانه شبيه بالعاب خفة اليد التي يمارسها بعض المتدربين جيدا ممن اسميهم بالسحرة الظرفاء.
بالضبط اننا نعيش في زمن خفة اليد التي تجعلنا نركز في حادثة السرقة دون ان نقدر على اكتشافها.وهذا ما يفعله الساحر الظريف حين يخفي بحركة رشيقة سيكارة ثم يخرجها من فمه.نحن لا نعرف كيف فعل هذا.انه الشخص الوحيد الذي يستطيع ان يفسر لنا ما حدث.
خفة اليد اذن سلوك يومي تأقلمنا عليه.نحن نسمع بحوادث فساد لكننا لا نستطيع وضعها على الطاولة.ولا مجال لاحد ان يقوم بهذا الدور.ذلك لان الفساد اصبح اليوم تكنيكا مقبولا لدى الجميع.وكما يحتاج مدرب كرة القدم خطة محكمة فعلى السياسي ان يجد له اسلوبا يمكنه من البقاء في السلطة,وياخذ اكثر ما يستطيع من امتيازاتها.
القضية ليست صعبة.على المسؤول ان يبقى بعيدا عن كل حوادث الفساد وما شابهها.ان يبتعد عن خط مواجهة الفاسدين,وان يتحول الى روبوت آلي لا يتاثر بشيء.واذا خالف شخص نزيه قاعدة العمل فسوف يطرد من تجمع السلطة,وسيلقى مصيرا رهيبا.
بلا شك لا تتأثر الروبوتات باي انتهاك لحقوق الانسان,ولا تشعر بالقل على مصير الضحايا,ولا تهتم للجياع وللعاطلين عن العمل.هذا امر معروف بل صار الرقص السياسي اليومي لا يخرج عن ايقاع الفساد الذي صار حكاية يومية لشعب مسكين