كلمات قليلة كان لها رعب ثقيل.. دقيقة واحدة جعلتهم يقضون اكثر من ٤٨ ساعة بالسب والشتم والطعن والتحريض والحرق والتمزيق. تركوا كل شيء وانشغلوا بكلمات الحكيم الهادئة التي ما فهموها، وكيف يفهم لغةٍ العقل من اعتاد على خطابات التجهيل والفوضى؟!
فوضى حاربها الحكيم بتلك الكلمات: فلا توازن مع منع المكوّن الاكبر من المشاركة في الانتخابات المحلية، وللجميع الحق في المقاطعة او المشاركة، غير انّ فرض الموقف بقوة السلاح غير مسموح به ولا يندرج ضمن آليات الديمقراطية.
واضحة ومباشرة تلك الافكار، ولا تحتاج الى تفسيرات كالذي عملت عليه ماكنتهم التائهة في بحر التخبّط، فقالوا أنّ هذا اعتراف بالاكثرية لنا، واضافوا انه صاحب (مقعدين).
ومن المقعدين نبدأ؛ لو صدّقنا كذبتكم، فمن قال ان الحكيم يريد مقاعدا لنفسه بطلبه هذا؟تحدث عن “مكون اكبر” بغض النظر عن الذين يمثلوه، وهذه رؤية استراتيجية لا يدركها الطارئين على السياسية والاجتماع، فهو يحذّر من “اختلال في التوزان” بمعنى ان الانتخابات سوف تحدث وعلى فرض انّ الشيعة تم منعهم من المشاركة في بغداد، وحصل السنة على جميع مقاعد مجلسها سوف تحل الكارثة. وهنا نتسائل عن غاية منع المشاركة في الانتخابات اذا كان الشيعة هم المستهدف من المنع فقط؟! لا يوجد تفسير غير انّهم يريدون تقوية الآخر على حساب الشيعة، بمعنى أنّ حراكهم قضية حقد وثأر لا تتضمن مشروعا ناضجا.
كلمات الحكيم لا تحتاج إلى شرح، فهو انتقد منع المشاركة وامتدح المقاطعة، الاخيرة فعل سياسي طبيعي، والاولى ممارسة خارج اطر القانون لا يحق لأي شخص او كيان ان يمارسها. فالاكثرية الشيعة بوصلتها وتوجهها واضح ويمكن معرفته من خلال هذه المعادلة: الاكثرية الشيعية هي ناتج طرح ٨٢٠ الف (صدري) من ١٥ مليون شيعي تقريبا.
منطق السيد الحكيم ارعبهم لأنه كشف زيفهم وكذبهم ورفع الستار عن قصة الاصلاح المزعوم، لذا هربوا عن مواجهة المنطق بالشتائم والسباب.
#مشاركون