لازال وبشكل مستغرب نجد ان هنالك سجالا واسعا حول موضوع ما يسمى بانتخابات مجالس المحافظات التي اصبحت موضع استياء ورفض من قبل عموم العراقيين ، والتي هي في الواقع ما هي الا تجمع لاشخاص يحملون مسميات قبليه اكثر مما هي اختصاصات تتطلبها مهام هذه المجالس وضمن دائره الصراع للحصول على المنافع المادية والاعتبارية والمتمثلة بحب الجاه والسيطرة والزعامة المجتمعية ، ان اي تحليل واستقراء للاوضاع في العراق منذ السقوط ولحد هذا اليوم ، يتطلب في حقيقه الامر اجراء انتخابات هي اهم بكثير من انتخابات البرلمانية او مجالس المحافظات او غيرها ، الا وهو الاستفتاء العام لتحديد هوية النظام السياسي في العراق بعد هذه الفوضى العارمة وانهيار مقومات الدولة والتي لم يشهدها تاريخ العراق الحديث ، على ان تحدد الخيارات بالاتي : – اما نظام علماني برلماني او رئاسي عصري حديث كما هو الحال في معظم دول العالم ، واما نظام اسلامي يخضع في تشريعاته وقوانينه الى احكام الشريعة واصول الدين ، واما امارة قبلية تتحكم فيها قيم البداوة والتعرب واعراف وتقاليد القبيلة والعشيرة وهو الذي يبدو سائدا الان وبشكل لم يعهده تاريخ الدولة العراقية الحديث ،، ان هذة القوى السياسية التي منها يدعي الاسلام وهو يشرعن السرقة والاختلاس والرشوة واستباحة اموال الدولة !!؟ ومنها من يدعي دولة النظام والقانون وهو حولها الى (عطوة وفصول عشائرية) ، الى غير ذلك من اساليب الدجل والاحتيال ،، ان بقاء الاوضاع على ما هي عليه الان وهذا التخبط الذي افقد الدوله هويتها واتجاه مسارها وجعلها ان تتحكم فيها شريعه الغاب وقيم التوحش والتخلف وبالتالي جعلت المواطن يعيش في حيرة من امره وتحت رحمة الجهال والاعراب والمتخلفين وفي اهم المراكز الحضارية وفي مقدمتها العاصمة بغداد التي كانت اولى الحواضر المدنية التي تعرضت الى هذا الانهيار الحضاري بسبب هؤلاء الحكام المتخلفين والدخلاء على قيادة الدولة وادارة السلطة (نظام الاعرابي صدام واعراب ما بعد صدام) ،،، في الانتخابات البرلمانية الاخيرة كانت نسبة الحضور متدنية جدا حيث لوحظ بان معظم الشيعة المتحضرين البعيدين عن قيم البداوة والتعرب لم يشاركوا في هذة الانتخابات ، لانهم وجدوا ان ارهاب النظام السابق قد استبدل بنظام فاشل وفاسد ومتهرئ بشكل غير مسبوق تسبب في اضعاف الدولة وافقد هيبتها وسطوتها ، وارهاب جديد اخر الى جانب ارهاب داعش وهو الذي يمارسه الاعراب على الاعم الاغلب (الارهاب المجتمعي) حيث كان ولايزال المتضرر الاول هم النخب الاجتماعية والعوائل المرموقة والمتحضرة واصحاب الاختصاصات العلمية والمعرفية والاكاديمين والاساتذة والاطباء وكبار التجار والصناعيين وغيرهم الذين اصبحوا عرضة للتهديد والابتزاز ،، اذن فما هو الذي تغير ؟؟!! اما الذين حضروا وسيحضرون في الانتخابات القادمة هم بالدرجة الاولى هؤلاء الاعراب الذين اشرنا اليهم (كما كنا نراهم في كل مناسبة ابان النظام السابق في اندفاعهم الاعمى لحد الرقص وترديد والاهازيج) ،، وفي الحقيقة فان هؤلاء يشكلون عادة نسبة عالية من الناخبين وسيذهبون الى صناديق الاقتراع وهم يحملون عصبياتهم القومية والطائفية والقبلية والفؤية وغيرها ، ولذلك فاننا لاحظنا في معظم الانتخابات السابقة كان مرشحي الانتخابات يركزون في دعايتهم الانتخابية على عنوان العشيرة والقبيلة دون اي برنامج انتخابي واضح وذلك لجلب واغراء هؤلاء وبالنتيجة فان اي انتخابات قادمة ستأتي بالسيئ الاسوأ كحال العشرين سنة الماضية ، ولا توجد اي حظوظ تذكر للاوساط المتحضرة او ذات المواصفات العالية المطلوبة على الرغم من انهم يحملون شهادات عليا وكفاءات علمية ومعرفية وقدرات حقيقية في ادارة دولة ومجتمع .