الذي عاش ويلات الحروب و العوز و الحرمان و الظلم في العهد البائد و رغم هذا كله تجده بطلا يكافح الحياة و مصاعبها على مضض في كل المجالات حتى يحقق ما يتطلب منه أتجاه أولاده أيام حصار و العوز وما لحق بالعراق بعد سقوط النظام من أرباك وتشتت غير متوقع. في يوم عصيب وغابر استولى على مدينة الموصل شرذمة من عصابات تنظيم داعش الارهابي و كالهشيم في النار لتحرق مدن أخرى على أبواب سامراء مدينة الأمامين العسكرين أو لعل الخطر أصبح يداهم كل مدن العراق الحبيب في بغداد وكربلاء والنجف. و هبوط معنويات القوات الامنية كان له اثارا بالغ الاهمية في فقدان الكثير من المدن كان من صعب فقدانها عسكريا او تعزيزها معنويا متأخر والخوف والرعب في نفوس الجميع
لأن هذا التنظيم ارسل صورا لإرهابه الدموي في سنجار و العوائل الآمنة و الأقلية الأيزيدية . فأطلق السيد السيستاني حفظه الله فتواه العظيمة (فتوى الجهاد الكفائي) في المقابل كانت التلبيه لتلك الفتوى العامل الأكثر لرفع المعنويات العالية و تخطت كل الخطوط السابقة
من الشجعان. وادامة الزخم في سوح المواجهة. شباب بعمر الورود ذهبوا ملبين دعوة المرجع في الدفاع عن العراق . الأب يودع أبنه في كل شموخ بوداع (مودع باالله ومحمد وعلي) بوية وعينك على أخوتك بالجبهة لاتغفل للعدو ولا تاخذك النومة عدونا غدار ودائمآ ديم سلاحك النصر حليفكم. ودموعه لاتظهر في توديعه خوفآ أن تكسر عزيمته. أصعب
موقف مر به الأب العراقي في أستشهاد أبنه هنا قد لا اعلم ما يشعر به لكني على يقين هو الطاقة الأيجابية لأبقاء زخم المعركة في صبره. يتألم في داخله لا يظهر ما يشعر به أمام الناس او المعزين يحبس دموع الم و الفراق و ذكريات ولده ويقف وقفة شموخ (الحزن والكبرياء لغتآ لايعرفها الا شيعة العراق) والد الشهيد يقف مابين المعزين والتمجيد ببطولات الشهداء و بين ذكرى مع أبنه
ايام الطفولة الى الوداع الأخير قبل الاستشهاد. يظهر للذي يشاهده أنهُ يمتلك قوة ورباطة جأش لكن بداخله الم و فقدان لشي ضائعآ كان يأمل أن يرعاه حين يتقدم به العمر . لم نجد و لن تجدوا هذه المميزات الا في رجال العراق. اليوم على الجميع أن لا يتناسوا هؤلاء الابطال الذين أعطوا دروس في الصبر لأدامة المعركة و صور البطولة فيما قدموه وأعز شيئ هو الولد في سبيل الدفاع عن الوطن والمقدسات طوبى لكم من رجالآ قل مثيلهم.
ياسر ابو رغيف