لو لا الامان لما كانت هنالك سيارات حديثة وفارهة تجوب الشوارع المليئة بالحفر والطسات، ولو لا الامان لما غادر القلق والخوف قلوب العوائل والنساء والشباب عند تجوالهم بأزقة بغداد البائسة والمظلمة في ساعات متأخرة من الليل ، ولو لا الامان لما كان هنالك زحام واكتضاض على المحال التجارية والمطاعم والاماكن الترفيهية التي هي احدى علامات المجتمعات الفاشلة ،ولو لا الامان لما وجدت سعادة تملئ الوجوه المتعبة التي ارهقهتا مصائب الخلافات والتداعيات السياسية السلبية ، لينعكس ذلك بدوره على حجم الرضى والقبول في نفوس الناس التي لم يعد لها امل باستمرار الحياة الا من خلال ما حققته اجهزة انفاذ القانون من انجازات وجهود تضامنية كبيرة لاستتباب الوضع الامني ، مقارنة بما عانى منه المواطن من ارهاب ومأساة وهولوكوست وكوميديا سوداء بعد عام ٢٠٠٣ ، ولن ابالغ اذا ما قلت بأن وزارة الداخلية كانت ولا زالت هي اكثر المؤسسات والوزارات التي كانت حائط الصد والغدة اللمفاوية التي تحملت هجمات وفايروسات اعلامية شرسة في الفترات الماضية لم تذهب لانصافها بمهنية ، لكنها رغم ذلك حققت انجازات عظيمة وجسدت بحرفية الحكمة التي تقول ” اصمت ودع عملك يتكلم ” ، سيما بعد ان نجحت برفع منسوب الثقة بين الشارع وبالقائمين على هذا المفصل الامني الحساس ، في وقت لازال المواطن فيه يشعر بخيبة امل وسخط وامتعاض ازاء الكثير من المؤسسات والوزارات التي هي على تماس مباشر بالحياة العامة ، بسبب عدم تفاعلها بشكل صحيح وتلكؤها في تلبية احتياجاته الفعلية .

ماتحقق من امن واستقرار لم يك محظ صدفة ولم يستورد كعلب السردين من الخارج ، بل جاء نتيجة ارتقاء ارواح اكثر من ٢٩.٣٠٠ شهيد الى الرفيق الاعلى من ابناء وزارة الداخلية بمختلف صنوفها وتشكيلاتها ، ابتداءا من ابناء الحرس الوطني انذاك ومروراً بشهداء عناصر ومنتسبي جهاز المخابرات الوطني العراقي والشرطة الاتحادية والجريمة المنظمة ، وانتهاءاً بشهداء الامن الوطني واجهزة الشرطة المحلية والاستخبارات وبقية الصنوف الساندة الاخرى ، التي تستحق ان تندرج تضحياتهم ضمن المناهج التعليمية .

لو تابعنا خط سير خدمة انجازات وزارة الداخلية منذ عام ٢٠٠٣ ، وسلطنا الضوء على جهود الوزارة سنجد بانها جهود فوق الاستثنائية خصوصاً الفترة الاخيرة ، في وقت كانت فيه محاطة بالتحديات والضغوط من جميع الاتجاهات ، بذلت على اثرها طاقات عالية لكي يتحقق الجزء الحقيقي من الطموح لينعم المواطن بالامن والسلم والاستقرار، لكن في نفس الوقت نجد ان هنالك اضواء خافتة من قبل الكثير من وسائل الاعلام تجاه استقرار البيئة الامنية ، ووجود بعض الجهات التي تحاول تقزيم المنجزات والتي لن نجد لها مثيل حتى في اكثر الدول المتقدمة التي تتمتع بحس امني واستخباري عالي المستوى، ومنها السويد والمانيا وفرنسا التي تشهد احيانا اعتداءات شبه يومية على المحال التجارية وعمليات ترهيب وتصفية حسابات بين مافيات الجريمة المنظمة التي تثير الرعب بين المدنيين الامنين ، وبعد ان ادرك شذاذ الافاق وقطاع الطرق واللصوص بأن اجهزة انفاذ القانون لدينا اصبحت في اعلى جهوزيتها لملاحقة كل من يحاول زعزعة الاستقرار الامني .

انتهى …

خارج النص / اشكروا الله ووزارة الداخلية فلولاهم لما استطاع المواطن البقاء على قيد الحياة.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *