في عام ١٩٨٤ انتج الفيلم المصري ليلة القبض على فاطمة ادت دور البطولة فاتن حمامة، كان السيناريو محبك وقصة الفيلم مشوقة وواقعية ، وصدرت النسخة العراقية من الفيلم بعد ٣٨ سنة لكن بإسم” ليلة القبض على نور زهير”
كنا متشوقين للسيناريو والانتاج والاخراج في بداية العرض لكن من ادى الادوار لم يكونوا محترفين ولعب مخرج الفيلم دور المنقذ للمال العام ومسترجع أموال اليتامى والأرامل والفقراء والكادحين، شارك في البطولة احد النواب والوزراء مع مشاركة ضيوف شرف صاعدين ..
ما ميز الفيلم ضعف السيناريو، وفشل المشاهد : الاطلالة الخاصة للاموال المستردة، وصورة بطل الفيلم وراء القبضان VIP.
يرتكز الفيلم على ثلاثية “الاستحواذ على الامانات الضريبية” و “الإثراء غير المشروع” و”تهريب الأموال إلى الخارج”، وسبق لمنتجي الفيلم أن هربوا ملايين الدولارات إلى الخارج، وحالت التسويات السياسية دون القبض عليهم أو حتى مساءلتهم ، فارادوا انتاج هذا الفيلم لابعاد الشبهات عنهم فعصموها برأس احد المنتجين المشاركين (البطل) لكن الاخير قلب الطاولة
بمشهد خرافي كبير ستتذكره الأجيال المقبلة اذ ارغم شركاءه على اخراجه من السجن والتصالح معه والصمت وعدم الحديث او التعليق حول موضوعه، بل التصويت على تثبيت بعض زبائنه مدراءً عاميين بالاصالة تكريماً لتضحيته في الفيلم.
في الحقيقة ان قصة الفيلم تدور حول سرقة القرن وتهويل المبالغ المستولى عليها الا ان النواب والوزراء والمسؤولين الحاليين والسابقين وصل ثراءهم لحد إذا وضعنا نور زهير بينهم سيبدو كتلميذ راهبات في صف عفاريت.
هؤلاء كانوا يعتقدون أنهم يمثلون أدواراً متقنة موزعة عليهم من مخرج بارع ومنتجون اسخياء اندمجوا في أدوارهم وتقمصوها لدرجة يصعب معها إخراجهم من حالة التقمص تلك، لكن هؤلاء لم يجيدوا الدور المنوط بهم ووجد الجمهور في طريقتهم بالتمثيل استخفافاً بالعقول.
مع ذلك يبقى خطأ نور زهير خارج الفيلم : ، شراء الوقت لمصلحة الفاسدين في السلطة، بمشاريع مالية واقتصادية استفاد منها كثيرون ، أجّلت سقوطهم المحتوم.