أخيرا «جاء الفرج» بعد التعب والشقاء ، فهذا العام تحديدا سوف يتقاعد عدد كبير من الموظفين في الوزارة المعنية لبلوغهم سن التقاعد ، ويجب أن يحل مكانهم أخرين في وظائفهم حتى تستمر الوزارة في عملها المعتاد ، وظهر كادر الوزارة عبر وسائل الإعلام المختلفة ليعلن عن حاجته لموظفين ، وهم بالنسبة لهم حققوا «أنجاز عظيم «لا يستهان به وسوف تسجل أسمائهم بأحرف من ذهب و مواقع التواصل الاجتماعي تصاب بـ»الجنون» ممزوجة بالالاف التعليقات ، وما هي إلا فترة قصيرة حتى يبدأ الشباب المسكين الباحث عن فرصة عمل بـ»الهجوم» على الوزارة «لعل وعسى « يضحك لهم القدر أخيرا ويحصلوا على «وظيفة» الأحلام ويبدوا ببناء مستقبلهم بعد تخرجهم . هذا هو «الواقع المرير» أنقله للقارئ الكريم «دون زيادة ونقصان»، وزارات كثيرة عاجزة عن توفير فرص عمل خصوصا لشريحة الشباب ، والبطالة وصلت إلى أرقام قياسية خصوصا في المحافظات ، والحل الوحيد لدى المعنين هو مراقبة أعداد المتقاعدين كل سنة وبعدها الإعلان عن وظائف جديدة ، وهذه الطريقة متبعة منذ وقت طويل وهي «حقن مخدرة» لمرض مستعصي عندنا منذ عدة عقود.«صانع القرار» في الدول المتقدمة أقتصاديا يقدموا «حلول» حتى يتمكن «القطاع الخاص» من العمل والازدهار ،وأمتصاص أعداد العاطلين عن العمل عبر توفير «أرض خصبة» لمختلف المشاريع كل وزارة تقدم ما في جعبتها وفق «قوانين وشروط «محددة خصوصا في مجالي «الصناعة والزراعة « ، وبعد هذا ينطلق «القطاع الخاص « ويحقق النمو المتوقع منه .
ما نعاني منه هو بسبب «الكيان الحكومي» المصاب بـ «شلل كامل» لأنه خائف من فعل أي شيء ، بسبب «الروتين والتعقيدات والهلع من أن يتهم بالفساد وهدر المال العام «، فلهذا هو باقي في مكانه لا يتحرك خطوة إلى الأمام إلا بعد وقت طويل ، وهذا الوقت الطويل نكون نحن قد خسرنا الكثير وغيرنا حقق مكاسب لا تقدر بثمن ، فنحن بتنا إلان نشهد عصر « المشاريع العملاقة» التي تستوعب أعداد هائلة من الأفراد ، كل مشروع يستوعب أكثر من خمسمائة عامل أو موظف على أقل تقدير بأستخدام «التطبيقات» عبر أجهزة الموبايل ، وشبابنا ينتظر عدة سنوات «عجاف « حتى تتصل به الدائرة الحكومية لتبلغه «خبر» حصوله على الوظيفة ، وقد لا يسمع هذا «الخبر» طيلة حياته للأسف الشديد.