الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا , في جوهرها حرب بينها والعالم الرأسمالي برمته , وقد كانت الحسابات بأنها ستكون سريعة وخاطفة , ولن تتجاوز بضعة أيام.
لكن الوقائع تشير إلى أن الدب الروسي قد لبس ترس السلحفاة , ووجد في الإبطاء تأثيرات إقتصادية قاهرة على الدول الأوربية عموما , ففي غضون عشرة أيام أو يزيد , إنقلبت موازين الإقتصاد العالمي , فإرتفعت أسعار معظم المواد الأساسية أضعاف المرات , وفقدت أسعار الطاقة القدرة على الوقوف عند حدها , فلربما سيرتفع سعر برميل النفط إلى أكثر من مئتي دولار في الأيام القادمة , رغم أن الخبراء الإقتصاديون يستبعدون ذلك , لأن الحياة ستصبح معضلة جسيمة , فلا يطيقها الفرد العادي , وستؤدي إلى ثوران مدوي في أرجاء المجتمعات.
فالعالم أصبح في مأزق إقتصادي متفاقم , وما تجاوزت الحرب الأسبوعين , فهل أنها خطة سلحفاتية مرسومة؟
وكيف أخرست هذه السياسة الحربية التوقعات على أنها حرب خاطفة وحسب؟
إن الإقتراب السلحفاتي قد وضع العالم على حافة الإنهيارات الإقتصادية القاسية , فهذه محنة عنيفة ستؤدي إلى تداعيات صعبة , وتغيرات متسارعة على أصعدة متنوعة , فالعالم يعيد ترتيب آليات تفاعله , ويبحث عن قواعد إستقرار جديدة , تؤهله للمضي بعيداً على سكة بناء الحاضر المزدهر والمستقبل الأفضل.
فهل نجحت السلحفاة؟!!
وهل خاب ظن القِوى المتربصة؟!!
فلننتظر!!
و” ستبدي لكَ الأيام ما كنتَ جاهلا…ويأتيكَ بالأخبار مَن لمْ تزودِ”!!