بعد ان غادر الانسان المجتمع الريفي والمدني البدائي – ان جازت التسمية – ومنذ دخول عصر الممكنة والتقنيات التي انفجرت من رحم الطاقة خلال قرن من زمان خلا .. اصبح من العصي علينا العودة الى ما قبل الطاقة .. فكل شيء في الحياة العصرية يبدا منها … كل الملفات ترتبط ارتباط مباشرا وثيقا بها .. لا يمكن الحديث عن أي نور في ظل ظلام دامس ..

من هنا فان الولايات المتحدة الامريكية في عز ازمة حرب الخليج الثانية وفي لقاء ( بيكر طارق عزيز) وزيري خارجية العراق وامريكا آنذاك .. هدد بيكر العراقيين بان يعديهم الى عصور الظلام .. وقد فعل حينما القت طائراتهم وصواريخهم جام غضبها منذ اول ساعات صباح اعلان الحرب التسعينية على العراق .. فباشروا بتدمير كل القواعد والمنشئات والمحطات التي لها صلة بانواع الطاقة … والكهرباء منها تحديدا .. في فعل واجندة لم تكن مفاجئة ولا خفية ولا غريبة عن المنهج الغربي الاستعماري المتبع ضد بلاد الرافدين منذ مئات وربما الاف السنين ..
ضرب الكهرباء يعني وقف النور وتعطيل أي مد لجسور الوعي .. لذا أي مراقب يمكن ان يلاحظ حد اليقين الفارق الحضاري والعلمي والتعليمي والتربوي بل وحتى الوشائج الاجتماعية .. قد تغيرت سلبا وشهدت تراجعا خطيرا منذ ضرب الكهرباء وتعطليها حتى اليوم . فكل عقد يل افضل من الذي بعده .. هنا تكمن اشكالية أخلاقية تربوية حضارية خطيرة لم يعيها المسؤولون العراقيين للأسف الشديد .. لا قبل 2003 ولا بعده ..
أي حديث عن الإصلاح لا قيمة له وسيبقى مجرد بصاق على وجه الأرض .. ويتحول الى مجرد تبديل أسماء ووزراء ومسؤولين ومواقع وتوزيع حصص للكتل والأحزاب على حساب الامة .. فالكهرباء هي الأساس والمعول في أي دعوة إصلاحية يمكن ان نتلمسها في الطريق ..
هنا لا نريد علاجات ترقيعية مللنا منها فذر الرماد بالعيون هو عين الفساد والتستر خلفه .. لا نريد مد واستئجار واستيراد الكهرباء من الجيران ودول أخرى .. فذلك استهلاك لمواردنا وضياع لطاقتنا وتمييع لأمالنا وضحك على عقولنا ..
العراق جنرال الطاقة العالمية ومعينها الذي ينضب .. لذا نطلب من كل الاصلاحين المحترمون في البلد وهم كثر ودعواهم صادقة ان يبدوا بملف الكهرباء لا غيره .. فلا نور بدونها .. وليبدوا بتقييم الوطنية منها وكم تستطيع تزويد المواطنين حاليا .. ومن ثم شد وضبط وتنظيم ومساندة وتشجيع عمل المولدات الاهلية بعين الدولة وجهازها القوي .. فان أصحاب المولدات ادوا دورا مفصليا يستحقون الشكر برغم مؤاخذاتنا على البعض منهم .. وبعد ذاك الشروع الحقيقي بالتعاقد مع شركات عملاقة عالمية كبرى قادرة على انجاز وانهاء ملف الكهرباء الى الابد خلال ستة اشهر او سنة .. وكل محافظة بمحافظتها لا نريد كهرباء وابراج بلا مراقبة وعصية الحماية .. تسقط بمزاج أي صبي يلعب ( عروس وعريسة ) .. يمكنه قطع النور عن شريان حياة العراقيين متى ما أراد وا طلب منه ذلك .. اصلحوا الكهرباء انهو ملفها قبل كل شيء .. والا فكل عملية عدا اصلاح الكهرباء ستكون مجرد وهم في وهم .. كذب بكذب وضحك وفساد واجندات !!

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *