هناك عدة معاني للخيانة وفقاً لمحتوى هذه الخيانة وطبعاً هي من الأمور المنبوذة مجتمعياً اذا كانت تخص العلاقات (الزوجية او العاطفية او الصداقة وغيرها ) وطبعاً يتداولها البعض في مجتمعنا لا سيما الشباب في وقتنا هذا وهناك كم هائل من الاشعار والاغاني التي تناغمت كلماتها مع مفهوم الخيانة.
ولكن ولان المجتمع حالياً يعاني من بعض المفاهيم والمصطلحات الدخيلة فقد اصبح مفهوم الخيانة يقتصر على خيانة الحبيب لحبيبته او الزوج لزوجته وبالعكس.
ولابد ان نقف قليلاً عند المفهوم الشامل لهذا المصطلح فلو تمعنا بذلك لوجدنا انه يحمل من الشمولية ابعاداً كثيرة فاذا كانت الخيانات العاطفية والزوجية مؤلمة فما بال من خان امه وابوه واخوته بـ(الوطن).
نعم ياسادة ياكرام أصبحت خيانة الوطن طبيعية عند البعض حتى صارت في جدول مفاهيمهم الحياتية وضمن فعالياتهم الشخصية فالبعض ابدع في خيانة بلده وشعبه بالتفنن في سرقة أموال الشعب، والبعض الاخر سار في طريق الخيانة بضرر بلده وشعبه وبأساليب عدوانية، وبعضهم خان بلده بالكلمة والموقف والبعض الاخر لازال يُمارس تلك الخيانة متعمداً إيذاء أبناء بلده فمن هم هؤلاء؟
هؤلاء تُجار الموت من مستوردي العلاجات البائسة والفاشلة وكل همهم الحصول على أرباح واموال الحرام .
مواد مخدرة
بالجانب الاخر يتسابق مع هؤلاء على التفنُن في إيذاء الاخرين بتجارة المواد المخدرة، هذه المواد التي دخلت عالم الربح السريع وأصبحت من الرواج ما يكفي لانهاء الآف الشباب وقتلهم بدم بارد.
بالمقابل يتوارى عن الأنظار بعض الذين اتخذوا من الابتزاز والتشهير جانباً مظلماً ومعتماً ليسجلوا اخبث حالات الخيانة المجتمعية من خلال تحقير الاخرين دون ذنب.
وهنا لا بد ان نسجل وقفه للتاريخ؛ من هم هؤلاء؟ وماذا يُمكن ان نطلق عليهم تسمية وما هو ترتيبهم في المجتمع.
وللجواب على ذلك نحتاج ان نفهم ما هو تصنيفهم بين من حولهم؟ هؤلاء جزء من المجتمع (للأسف) والذي منحهم الثقة كونهم أبناء الوطن، اخوة العقيدة والدم، ومن المفترض الحفاظ على المبادئ الوطنية والعمل كفريق واحد للتصدي الى كل ما يؤثر على الثوابت المجتمعية.
ولكن وللأسف فأن ما لا يتصوره العقل قد حدث وجعل فئات بائسة مستهترة مُتاجرة بالقيم والتقاليد ومُبعثرة للصف الوطني ومدمرة للنسيج المجتمعي قد عثت بالأرض فساداً واحرقت اخضرها بيابسها بمقابل حفنة من أموال السُحت.
لذا كان لابد ان نطلق عليهم عبارة (اسياداً للخيانة العظمى) وان تُطبق بحقهم اقوى العقوبات القانونية والمجتمعية لا بل ابشع العقوبات الجسدية لأنهم بحق حيوانات بشرية مُجردين من الإنسانية.
أي اصبحنا امام مفترق طرق يستوجب علينا ان نكون حازمين في الاقتصاص من هؤلاء الخونة من اجل الحفاظ على مجتمعنا متماسكاً ضد التحديات الخارجية بالتعاون التام مع قواتنا الأمنية التي تعمل بكل جهد من اجل الخلاص من هؤلاء المجرمين.
استاذ مساعد لواء دكتور