يقيم المعهد البريطاني لدراسة العراق مؤتمر الإدارة المستدامة للمياه تحت شعار «الإدارة المستدامة للمياه: التعلم من الماضي لإعلام المستقبل» يومي 15 و16 مارس 2024، في قاعة الأكاديمية البريطانية في لندن. ينظم المؤتمر بمبادرة من الإدارة المستدامة للمياه في معاهد البحوث البريطانية الدولية (BIRI)، ويجمع بين علماء الآثار، وعلماء البيئة، والمؤرخين، والمهندسين، وعلماء الاجتماع، وغيرهم من أصحاب المصلحة للتحقيق في تأثيرات تغير المناخ المتعلقة بالمياه والتحديات الحالية الأخرى في مجال إدارة المياه.
يشمل المؤتمر 26 محاضرة تنقسم إلى ستة محاور تتناول الآثار التطبيقية لإدارة المياه، وإدارة المياه في السياقات الحضرية، وممارسات إدارة المياه في المناطق الريفية، وإدارة المياه وتاريخ البنية التحتية، ومياه التراث والبيئة التاريخية، والإدارة والمعارف والتقنيات المحلية ومستجمعات المياه عبر المكان والزمان، يقدمها باحثون من دول مختلفة منها تركيا والأردن وإيران والهند وإثيوبيا وتنزانيا وكينيا.
من المسؤول عن غياب العراق؟
ومع أن المؤتمر يُقيمه معهد بريطاني مهتم بدراسة العراق، لا نجد بين المؤتمرين والمحاضرين باحثا عراقيا يمثل العراق ويتحدث عن استدامة المياه في العراق بالرغم من ان مواضيع المؤتمر تحمل أهمية كبرى للعراق. فمن يمكن أن نلقي اللوم عليه لمثل هذا الإهمال أو التجاهل لمصالح العراق الأكاديمية والبحثية واهتماماته في المياه، والتي تعتبر من أهم المواضيع الاستراتيجية للبحث العلمي في العراق؟ نتساءل هل يفتقر العراق إلى بحوث تهم المجتمع وتتعلق بقضايا مصيرية كالمياه واستدامتها؟
أم يعود ذلك إلى عدم معرفة الباحثين العراقيين بهذا المؤتمر لربما بسبب انغلاقهم وابتعادهم عن العالم واهتماماتهم التي تنحصر في إقامة المؤتمرات المحلية، فلم يسمع أحد بهذا المؤتمر العالمي؟ أم لربما عدم توفر الأموال من قبل الجامعات والمؤسسات العلمية لتمويل المشاركة في المؤتمرات العالمية؟
أم لربما إلى أسباب أخرى مهمة ولكنها تبقى غير واضحة منها ضعف الاتصال بالعالم وضعف التخاطب باللغات العالمية، أو يعود السبب إلى السياسات المحلية التي لا تهتم كثيرا بالتعاون والمشاركة العالمية، ولافتقار العراق إلى سياسة لتشجيع المشاركة في المؤتمرات العالمية؟
هل من جواب يوضح لنا سبب هذا الإهمال؟ وهل من سياسة يمكنها إنقاذ العراق من العزلة الدولية في البحث العلمي والابتكار؟