يصف الله سبحانه وتعالى النبي الكريم ( وإنك لعلى خلق عظيم ) وهذا ثناء ليس مثله ثناء ؛ ونبينا الكريم هو قدوة لنا في أقواله وأفعاله بسيرته العطرة وخلقه العظيم وهو القائل ( أقربكم مني مجلسا يوم القيامة احسنكم اخلاقا ) أن الإنسان لا يقاس بكثرة ماله ولا بنفوذه ولا بمركزه الإجتماعي وإنما بحسن خلقه وحلاوة لسانه وتعامله مع الناس المعاملة الطيبة. انه لا جدوى من علم لا يسبقه أدب وخلق حسن ؛ وكم من حضارات سقطت بعد أن دب في ربوعها الفساد وتلاشت فيها الأخلاق…إن بناء الأمم يأتي من قوة اخلاقها أولا . وإن تحدثنا عن هذا الجيل أو هذا المجتمع اليوم فإن الأخلاق لم تعد هي الأخلاق المتعارف عليها من قبل بما فيها من قيم ومثل وسلوك ..هي أزمة أخلاق حقا والمسؤول عنها الدولة أولا والأسرة ثانيا . إن الجهل والتخلف وسوء التقدير تجعل الأبناء حائرين في سلوكهم لينحرفوا عن جادة الطريق ..وها هي أخطر الافات والإنحرافات راحت تواجه المجتمع وأن حبل المودة قد انقطع وان العلاقات الإجتماعية أصبحت مهددة بالتفكك والإنهيار ..فعسى الا تكون أزمة الأخلاق التي نشهدها أزمة مستديمة تأخذ بخناقها على فلذات اكبادنا فنخسرهم ونخسر أنفسنا معهم .