بعد وصول الكابتن درجال الى الوطن اجرى اتصالات مطولة مع مجموعة يعتقد لهم تاثير بالراي العام ودراية بالواقع وكنت من بينهم .. سالني مرة بدعوة عشاء شخصية بفندق الميرديان عن رايي ( بعدنان درجال ) فقلت : ( ان عودتك وطموحك لتصحيح المسار نابع من وطنيتك وحبك للوسط وقد تستفيد كثيرا من نجوميتك وما حققته من علاقات في قطر .. لكن خذ باعتبارك – انك لا تمثل ذاتك ومشروعك ليس شخصي – بل يشتمل على جملة من الاعتبارات منها تاريخك لاعبا واداريا وخلفيتك الاجتماعية وعلاقاتك الخليجية التي ستكون بمثابة عمق لحضورك باي موقع مسؤول وما يشكله ذلك من ثقل ربما يؤثر على منهجية افكارك وعلاجاتك لشؤون الواقع المتردي الذي جئت من اجل إصلاحه ) كان مصغيا بعمق ومستفيد باريحية وثقة عالية .
بعد اختيار د احمد المبرقع وزيرا لحقيبة الشباب والرياضية اتصل بي ولم نكن قد تعارفنا من قبل والتقيت به بجلسات عدة دارت حول شؤون الوزارة والرياضة والإعلام … ووجدته مستمع بثقة وحرص ووعي ، متفهم للآهات ، متفائل متكل على الله وحسن نواياه .. وقد حذرت السيد المبرقع من ثلاث نقاط ستشكل قوة ضغط وربما تحرف مساره وتحد من امنياته وخططه ، تتمثل : ( حزبك الذي رشحك أولا واقربائك ثانيا واصدقائك ثالثا الذين سيتحولون الى حاشيتك لاحقا ) . كل له استحقاقه وذاته وخططه التي ستاكل من جرف صلاحيات ومنهجية الوزير وموقعية الوزارة بشكل مباشر او غيره والا سينقلبون عليك عاجلا ام اجلا .. مع ان الاستجابة لهم ستكون مانعة للتنفيذ وحاجبة للرؤية مشوهة للواقع .
عمل درجال واستوزر وقام بعدد من الاعمال وان لم تكتمل .. ثم أطاح باتحاد كرة القدم برئاسة الأستاذ عبد الخالق مسعود بقوة القانون وبمساعدة اذرع متعددة من الوسط كان لها دورا كبيرا في تحقيق ذلك . ثم فاز برئاسة الاتحاد الجديد .. انقسم الشارع بين مؤيد ومعارض ، مادح وناقد .. فالعراق بلد مختلف جذريا عن غيره وبيئة صعبة معقدة ومربكة لدرجة يصعب تحديد المسار وتحقيق النجاح التام .. لكن النوايا الخالصة .. الله سبحان وتعالى هو من يجزيها .
باعتقادي الرجل عمل بجدارة وصلابة يحسد عليها – مع ما تشكله الانفرادية والاعتماد على الذات من ازمة في روح العمل الجماعي – سيما في واقع النجاح التام فيه مستعصي وتحكمه ظروف خارجية وداخلية .. لكن مجرد وضع الأسس الصحيحة واتخاذ خطوات أولى والخوض بالميدان برغم عصف الواقع يمثل نجاحا يحتاج الى تعزيز وتغير بفلسفة وآليات العمل فكل مرحلة لها منهجية خاصة وفقا لاستراتيجية موحدة .. فان الابتعاد بغور العمل ونسيان حتى اقرب المقربين والناصحين سيسهم بتعتيم المشهد وتعقيد الواقع .
للامانة والتاريخ .. سالني مرة احد رجالات الدولة عن رأيي بعدنان درجال ، فقلت : ( انه الوزير الوحيد الذي تسنم موقعه في وزارة الشباب والرياضة دون ان تصطبغ الوزارة بحزبه او اقاربه او أصدقائه ) .. فقد اعتمد على نفسه ومن وجدهم في الوزارة مستعينا بفريق محدد لا يتعدى أصابع اليد ( اثنان من أولاد اخته وصديق له وضابط مرافق ) كلهم محترمون ويعملون بصمت ولا يتدخلون الا باعمال لوجستية بلا صلاحيات تنفيذية وما زالوا معه في الاتحاد .. وقد عملوا بجد وإخلاص دون ان يكون لهم أي منافع من الموقع والمسؤول ) .