يقول الشاعر شمس الدين الكوفي في مخطوطة من أيام سقوط بغداد على أيدي التتار عام ٦٥٦هجري
(قف في ديار الظاعنين ونادهـا * يا دار ما صنعـت بـك الأيـام)
نعم هذا لسان نازحي قرية العوجة التي هجرها أهلها منذ دخول تنظيم داعش الإرهابي الى مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين بسبب ان اهل تلك المديمة يميلون للفكر القومي ومعروف العداء التاريخي بين الفكر القومي والإسلامي المتطرف لإعطاء صورة عن مدينة العوجة كان أهلها يستوطنون الريف اغلبهم من المزارعين وبعد ان صعد الرئيس البكر ونائبه صدام وهم من أبناء تلك المنطقة سحبوا جميع أقاربهم واهلي تلك المنطقة الى وادي قريب من الريف واسموه على اسم الريف العوجة أي ان أصحاب الأراضي الزراعية يسكنون بقرب من أراضيهم والسبب هو لتوقيف الضغط على أهالي تكريت رغم انهم من سكان تكريت الأصليين وقد سبق وحكم جدهم مدينة تكريت على العموم ابعدوا عن تكريت لمنع المشاكل او استغلال النفوذ السياسي في مركز المحافظة وبعد الاحتلال الأمريكي الغاشم على العراق وبسبب ان اهل تلك المدينة هم عشيرة الرئيس صدام وبالإضافة لما يتعرضون له من هجمات في هذه المنطقة قرر الجنيرال الأمريكي فرض طوق امني على المدينة وأصبحت شبه معسكر لن تدخل او تخرج الا بتصريح امريكي وبعد الانسحاب الأمريكي من العراق مرت هذه المدينة بانتعاش الا ان خيم الظلام بظهور تنظيم إرهابي سمي بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام والمختصر (داعش) وقد نفذ كثير من عمليات الاغتيال في تلك المدينة باغتيال عائلة مكونة من عشرة اشخاص وثم تنفيذ عملية باغتيال اشخاص كانوا ينتمون للصحوات قبل تفكيكها وصل بهم الحال الى اغتيال شباب في وسط ديوان شيخ العشيرة ناهيك عن عمليات لاستهداف ضباط من مختلف المؤسسات من أبناء تلك المدينة علما هذه المدينة لا يسكنها الا أبناء العمومة وبعد ان امسك تنظيم داعش الإرهابي زمام الأمور في ثلث العراق هرب اهل تلك المدينة بعد ان ساعدوا كثير من الضباط والمراتب الهاربين معسكرات بجانب المدينة وبعدها أصبحت المدينة مدينة اشباح ولا يخفى عليكم ان هناك عدد ضئيل من اهلي تلك المدينة انتموا الى هذا التنظيم مثلهم مثل باقي القرى والارياف لكن والجدير بالذكر ان من اعلن عنهم لم يتجاوزوا عدد الأصابع على عكس باقي المناطق المجاورة لهم الذي تورط بهم اعداد كبيرة ونحن ليس بصدد العد وبعد ان عاد الجيش العراقي والحشد الشعبي دخلوا العوجة ولم تطلق عليهم رصاصة واحدة الا ما رحم ربي لان كما اسلفنا كانت مدينة اشباح وتعد العوجة من أوائل المدن المحررة وبعد عودت النازحين واستتباب الامن عاد الجميع الا بعض القرى والعوجة منهم وحتى بعد ان صرح أبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي وقبيل اغتياله بعودة اهلي العوجة وإعطاء امر لعودتهم لم يمتثل احد لهذا الأمر رغم ان جل اهل المدينة يمتلكون تصاريح امنية ولا يوجد عليهم أي مؤشر ويسكن تكريت اغلبهم الا ان العوجة ممنوع الوصول اليها بأي شكل من الاشكال وحتى المسؤولين يمنعون من زيارتها ولا احد يستطيع تخطي الحاجز الأمني فما هو السبب برفض عودتهم رغم ان القرى المجاورة قد عادت بالفعل وهل للتاريخ بصفتها قرية صدام حسين دور مهم في منع الوصول اليها ؟ هذه قصة قرية اسمها العوجة.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *