-1-
لن تراني الاّ مُحاطاً بكتبي
ووريقاتي الحسانُ بجنبي
-2-
لقد حُرمتُ – وأنا في خريف العمر – من لذاذات كثيرة ولكن صداقتي للكتاب عوّضتني عن كُلّ ذلك .
فالكتاب – هو الأنيس وهو السمير وهو الصديق الذي لن تغيرهُ الأيام .
-3 –
قيل عن الكتاب
جليس لا يطريك ،
وصديق لا يغريك
وناصح لا يستذلك
يُعطيك في الليل طاعته في النهار بليغٌ ما استنطَقْتَه .
وقيل عن الكتاب أيضا :
هو المعلم الذي إنْ افتقرتَ اليه لم يُحقرك ،
وانْ هبّتْ ريح اعدائِك لم ينقلب عليك
وقيل عنه أيضا :
ينطق عن الموتى ،
ويترجم كلام الأحياء ،
إنْ شئتَ ضحكتَ من عجائبه وغرائبه ،
وإنْ شئتَ عجبتَ مِنْ غرائبِ فوائِده
وانْ شئت ألهمكَ مِنْ غُرر نوادره .
-4-
وعشّاق الكتاب يُوفق بعضهم لامتلاك مكتبة عامرة بمخطوطاتها ومطبوعاتها واشتمالها على أهم المصادر والمراجع وتكون المحصلة النهائية إخراجهم للمؤلفات الرائعة يخدمون بها الدين والعلم والأدب .
-5-
وقد سرّتني كثيرا صُورُ مكتبةِ أخينا الكبير الباحث الموسوعي القدير الأستاذ محمد بن أحمد المعبّر وهي خزانة ضمّت عشرات الآلاف من أمهات الكتب ، وقد نظمها ورتبها أحسن ترتيب وتنظيم فكتبتُ له مهنئاً ومباركا وداعيا ومُثمناً اصداراتِه النافعة التي تجاوزت المائة وهو يواصل إتحافنا وامتاعاً بنتاجه الأدبي والثقافي .
-6-
كما سرّني كثيراً ما شهدتُه من اهتمام عزيزنا المفضال الأستاذ الشيخ كرّار الكعبي حفظه الله بالكتب ومتابعته الدقيقة لما يصدر منها .
وقد وُفق لامتلاك خزانة غنيّة بأهم المطبوعات، ورأيتُه ينتقل في البلدان سعيا وراء اقتناص النوادر من الكتب، الأمر الذي استحق به منا التقدير والثناء على همته العالية وأشواطه المتواصلة .
-7-
وليتني ألمح في كل دار من دور أعزائنا رفوفَ مكتبةِ جامعةٍ مانعةٍ تمدهم بأوفر العطاء الفكري والأدبي والثقافي وتنهض بهم الى مرافئ المعرفة الرحبة .