طاش: اضطرب وانحرف
طاش فلان: إنحرف عن السلوك القويم أو أخطأ
طاش السهم: مال وانحرف
الطيش: خفة العقل والنزق
الطائش: الأهوج المنحرف
ومنها الطائشية التي تسود تفاعلاتنا على مختلف الأصعدة , بسبب الإمعان بالتنويم وتعطيل العقل الجمعي , والرقص على أنغام العواطف والإنفعالات , المؤججة في مواقد المآرب والغايات العلنية والخفية , لتمرير مشاريع عدوانية على ذات الأمة وموضوعها , وتناهب ثرواتها وتبديد طاقاتها وتحطيم قدراتها.
والعلة الكبرى الوخيمة , أن الآخرين تمكنوا من تأهيل بعض أبناء الأمة للإنقضاض عليها , أي أنهم حركوا عناصر الهدف المطلوب لتعمل لصالحهم , فبدلا من إنحراف سهام تطلعاتهم , وتخيب مطامعهم تجد مَن يرسمون لها المسارات التي تؤمِّن إصابتها للأهداف وجنيها ثمار ما تريد وتطمح إليه.
فأعداء الإرادة الجمعية نجحوا في توظيف ما يساعدهم للوصول إلى أهدافهم , ولولا هذا العون من قبل المضلليل والمغفلين , لما تمكنت أية قوة من النيل من إرادة الأمة وتخنيع المواطنين , وتعفير جباههم بتراب الإذلال والهوان.
والعجيب في مسيرة الأمة عبر العصور , أن أعداءها ينالونها بواسطة خونتها , وما هُزمت إلا بتفاعل الخونة مع أعدائها.
ويبدو أن تحبيب الطيش وتعزيزيه بإقرانات إنفعالية شديدة التأثير , قد أسهم بتأسيس الآليات وتوفير الأدوات اللازمة للإستحواذ على الثروات والطاقات , وتحويل قوة التصدي والتحدي , إلى تعزيزات مناهضة للحياة الحرة الكريمة , وتسويغ إستلطاف التبعية والدونية والخنوع للآخرين المستعبدين للمواطنين.
ومعالجة الطيش السلوكي تستوجب حضور القدوات الفاعلة , المتمكنة من الصمود والمجابهة , وتقديم المثل القويم الأعلى , الذي تتخذه الأجيال نبراسا ودليلا لإنطاقاتها في حاضرها ومستقبلها.
فهل ستنجب الأمة قدوات تتفاخر بها وتكون؟!!