سألني أحد الأصدقاء العرب عن مدى إمكانية أن تتغير ظروف العراق السياسية في الفترة القادمـة وخاصة بعد أن تم إجراء انتخابات مبكرة في العاشر من شهر تشرين الأول 2021 ؟ واعترف ، بأن صَعُبتْ عليَّ الإجابة رغم بساطة السؤال .. ويكاد هذا السؤال ان يختصر مأساة العراق .. بل مأساة المعاناة العراقية ..

حاولت أن أجيب كعراقي يحب وطنه ويتمنى خلاصه من محنته ، فوجدت نفسي جانحاً نحو موقف تأباه عراقيتي .. وحاولت ان أتطرق إلى الموضوع من زوايا متعددة .. وخاصة بعد الاحتلال الأمريكي للعراق في عام 2003 والمشاكل التي حدثت كنتيجة للاحتلال .. وكيف تم تنصيب شخصيات ليس لها تجربة سياسية سابقة في السلطة .. بل وافتقار الكثير منها لكفاءة القيادة لبلد مثل العراق وشعب تمتد حضارته لسبعة ألاف سنة .. وبعد ساعة من الحديث والتحليل والتفسير والتمني .. أطرق الصديق العربي والأسى يغمر وجهه وقال :: عجيب أمركم أيها العراقيون .. فلقد عرف عنكم الذكاء والمرونة والتسامح .. فكيف وصلتم الى هذا الحـد ؟! ماذا فعلتم ليصبح العراق مسرحاً للمشاكل السياسية والاقتصادية ؟ … وهنا سكتُ برهة مـن التفكير لأعود إلى ما يطرحه كل عراقي على نفسه مائة مرة في اليوم .. السؤال يجرح القلب والضمير .. إلى متى تدوم المشاكل العراقية بعد 19 سنة من التغيير الذي فرضه الاحتلال ؟ والى أين يدفع بالعراق ؟
هل الطريق شبه مسدود أمام اللقاءات بين ساسة العراق ؟ وهل اللقاءات والمحادثات التي تتم هي فقاعات صابون .. أو حراثة في البحر ؟
أقـول ان العودة الى الأصول والمبادئ العراقية والإنسانية والممارسات الديمقراطية الصحيحة هو السبيل الأوحد لتلاقي العراقيين بكل عناوينهم الدينية والمذهبية والقومية .. والالتقاء في الباب الكبير لوطن اسمه موغل باعماق التاريخ هـو العراق ..

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *