ـ في كل دول العالم المتقدم.. وفي دول العالم النامي، يكون هناك مشترك واحد لا غير هو (الوطن) وهو الأسمى.. وهناك مشتركات فرعية تخص كل طيف في المجتمع (ثقافية ودينية وعادات وتقاليد) لا تتقاطع أبداً مع المشترك العام (الوطن).. بل تعززه
ـ لا يختلف مواطنو البلدان على إن مرجعيتهم (الوطن).. فليس هناك أسمى من الوطن
ـ العراق : في كل تاريخه أثبت شعبه بكل أطيافه وكبقية الشعوب إن مرجعيته هو: الوطن
فعندما حاولت تركيا العام 1920 استقطاع الموصل.. وضمها إليها انتفض الموصليون يساندهم كل العراقيين وفشلت تركيا.. وبقيً الموصل عراقياً
وعندما حاولت الدولة العثمانية استقطاع كركوك وضمها إلى دولتهم كان الكركوكيون بكل أطيافهم والعراقيون لها بالمرصاد
ـ وعندما يكون هناك خلاف قوي بين مكونات الشعب العراقي يكون الوطن ومصلحة الوطن حاضرة أولاً
ـ فكل العراقيين (بمختلف مكوناتهم وأحزابهم) توحد صفوفهم في مطالبهم.. وإذا استعصى تحقيقها.. تنطلق التظاهرات الجماهيرية لتشمل كل المكونات وكل المحافظات
ـ أشد الأزمات التي مرً بها العراق هي القضية الكردية.. ولم يختلف اثنان على إن حلها لن يكون إلا في حضن الوطن.. وبالرغم من كل ما يثار في هذه القضية اثبت الواقع إن كردستان تنمو عندما تكون في حضن الوطن العراقي
ـ القضية الوحيدة التي اختلف فيها العراقيون هي في كيفية (إسقاط النظام الدكتاتوري).. من الداخل بحرب عصابات من الأهوار.. أم بحرب عصابات من شمال الوطن.. وآخرون كانوا ينفخون في حرب من الخارج أمريكية خالصة.. وكان الوطن غائبا في حلها
ـ وتراجع (الوطن) كمرجعية.. وانقسم العراقيون أشد انقسام
ـ وظهر مصطلح : عراقيو الخارج.. وعراقيو الداخل في فهمهم للتحرير ووسائل التحرير
ـ وانقلبت المفاهيم : وأصبح (الاحتلال) تحريراً
ـ وضاع الوطن كمرجعية لكل العراقيين
ـ وكان لابد من مرجعية بديلة.. فكانت الطامة الكبرى.. الطائفية
ـ وإذ نسمع هذه الأيام دعوات انفصال.. ودعوات تقسيم.. ودعوات أقاليم طائفية.. فكلها نفخ في جراب مثقوب
ـ بالتأكيد كل الظروف الاستثنائية.. لا تشكل واقع طبيعي ومشروع
ـ وشكلت التظاهرات الجماهيرية.. بداية حقيقية لإسقاط الطائفية.. ولكن قيادتها سرقت وسجلت لأحزاب وعناصر همها التسلق على حساب الوطن
ـ لكن العراقيون مصممون على طرد داعش.. وطرد كل من تعاون مع داعش
ـ وكشف زيف من تاجر بالوطن
ـ وكشف جريمة سقوط الموصل.. وجريمة سبايكر.. والصقلاوية وغيرها
ـ وسيكون الإصلاح حقيقياً .. وستسقط رؤوس الفاسدين
ـ وسنعود لمرجعيتنا الأولى (الوطن).. غصباً على كل الطائفيين
ـ وتبقى مرجعياتنا الفرعية تخص كل طيف وتحترم من قبل كل الأطياف
ـ ويعود العراق وطناً لشعبه .. وليس لحكامه الطائفيون