كل عام والامنا المزمنة تزداد ايغالا في الاعماق ، وتطبع فيها مزيدا التساؤلات عما تفعله الحكومات إزاء شعب اتخم بالمشاكل والازمات ، كل صيف يتكرر المشهد وتجتر الروايات ، تارة نفاذ الغاز ، وتارة احتراق المحطات ، وثالثها أعمال تخريب نالت من الناقلات ، ورابعا قلة التخصيصات ، وخامسا هروب الشركات ، أو ان الحرارة هي السبب جراء ارتفاع الدرجات . والليل في أوله وتجتمع العائلات بعد نهار مضني جراء عمل شاق او مرور يكاد يزهق الأرواح أو أزقة امتلأت بالحفريات ، وتبدأ رحلة عذاب جديدة ، جاءت الوطنية تحمل في طياتها ضعف الطاقة وتذبذب الفولتية ، المكيف لا يستجيب والمجمدة تستغيث والثلاجة تتراجع ويتوقف التبريد ، وتنطلق حالة الطوارئ هذا يطفئ المكيف وذاك يوقف المجمدة وثالث يلعن المبردة ، الماء لا يصل إليها والهواء فيها جهنم حار ، والمواطن أعزل محتار ، لا ليله ليل ولا نهاره نهار ، وبعد تعدد مرات الإطفاء والأعطال ترحل الوطنية بلا سابق إنذار كما جاءت بلا موعد ولا مسار ، وتبدأ مرحلة المولدة والمعاناة معها قديمة متجددة ، تذبذب الهيرتزية ، وعدم استقرار الفولتية والأجهزة تصارع من أجل البقاء وفي كل الأحوال خير من الكهرباء الوطنية ، ولكن ثمن التوليد يثقل الجيوب ويربك الميزانية ويحرق القلوب ، فلا نوم مستقر ولا تيار مستمر ، سهر بسهر ، أعان الله شعبا لا يعرف غير العذابات وكل انواع القهر ….