وجدت هذا على مكتبي قال الفراش القيت جميع الاوراق في سلة المهملات لكني ابقيت هذه الورقة : هذه بلدتي في كل عيد بها سوف اوصيك يانهر خيرا فاني سامضي …وانت ستبقى .. واحفظ لحمد الدوخي ابن 36 قرية شرقاطية متصالحة الا قرية حملت اسم الخصم : تغفو على النهر تلك اخت القرى الخصم دار السماحة فيها الشمل يلتئم !
حين حاورت- في اطراف الحديث- سفير قرية الخصم بايعت كل القرى التي تشكل إمارات عربية متصالحة فتاها موسى الحوري الذي نافح عن قريته ورفعها الى مستوى المدن الاسطورية الهائلة .. كتب لي مانصه : حقيقة افرحني وهز كياني هذا الاحتفاء والإهتمام والرقي والبهاء والنقاء… دمتم لي وللشرقاط حاضرة التأريخ ووريثة آشور بكل معانيها وارثها وأثرها وهي (تغفوو) على كتف النهر.. إغفاءة الصفاء والسعة والألق….
لماذا كتب كلمة تغفوو على هذا النحو ؟
لاني قلت له : جميع المحبين لمدنهم عامة واهل القرى خاصة يفضلون ا ن تغفو مواطنهم على الماء واحفظ الكثير عن مدن ترتفع فيها نسبة التلوث الضجيجي الى 85 دسيبيل وهذا مقياس دولي للضوضاء . مدن لاتنام الا عند الشعراء الذي وفق الاستعاره يجعلون للمدن اجفانا واهدابا وعيون.حتى القرى النائية التي كانت تمر بها انهار صارت مثل بويب شاخة صماء او نهرا ضريرا مثل بردى الشام يضفون هذه الاغفاءة المفتعلة على مواطن عيشهم !
و أنت يا بويب ،أود لو غرقت فيك ألقط المحار ، أشيد منه دار ،يضيء فيها خضرة المياه و الشجر!
لامفر حتى المدن التي لا ترمش فيها الكهرباء ولا ينقطع الماء كعمان التي عشنا فيها دهرا حيث لانهر فيها ولاجدول :
سمااوات – هنا حيث تضيء القصيدة وتغفو النجوم
هل تحيا في الجبل حيث تلامس الحب؟!.أم في الغيم حيث تسقط على هيئة ماء؟!..أم في الأرض حيث تعشب كزهرة برية…
لابد من شيء يغفو ،وكم نامت عيونُ الناسِ حولي ، وعيني لم تذُق نوماً هنيّا ،وما لي في الحياة سوى رجائي ، برحمانِ السما مادُمتُ حيّا.