كلما حل الصيف بحرارته اللاهبة ازداد المشهد العراقي سخونة ، وفي جانبين: بين الساسة وفي اروقة البرلمان الذي تغيب رئاسته بسبب خلاف داخلي عنيف بين أطراف المكون السني ومشكلة طرح القوانين الجدلية. وبين عامة الشعب من البسطاء بسبب غياب الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء.
وفي الوقت الذي يستوجب ان يخفف الساسة من حرارة المشهد يزيدونه سخونة والتهابا مع إجراءات حكومية سريعة وخاطفة تمس حياة المواطن وقوته اليومي مثل نقل الأسواق الرئيسية من بغداد وغلق الأسواق الشعبية ورفع البسطات دون ايجاد بديل ، وازالة العشوائيات من بغداد وكل المحافظات.
ما الذي يجري ؟ هل عجز الحكماء عن التفاهم مع البسطاء او معرفة مشاكلهم ؟ ام غرقت سفينة الخدمات مع أول موجة جفاف !!!! ام هل غابت بدايات تشرين عن اذهان الساسة وصناع القرار ؟ كيف انطلقت وتكونت حتى حدث ما حدث ، الا يخشون على الأمن والاستقرار بل الا يخشون على العراق.
ان الصيف الحالي ساخن ويغلي مع غياب الخدمات الأساسية وعودة ازمة ارتفاع الدولار وزيادة الضرائب والمكوس على المواطن بصورة دورية ، ولن تشفع مشاريع الجسور والطرق السريعة ومترو بغداد لاحد؛ لان المواطن يريد شيء والحكومة تريد شيئا اخر… فهل يعقل ان تنقطع الكهرباء والماء عن معظم محافظة النجف الاشرف واحياء مهمة من بغداد والعمارة وذي قار بوقت واحد ونحن في اواخر تموز اشد الاشهر حرارة ، فاين الربط الكهربائي مع الاردن والخليج وايران وآخرها تركيا ؟ واين حكومة الخدمات والوعود والمليارات!!!… أسئلة تحتاج إجابات عاجلة ووافية من المسؤولين عبر وسائل الإعلام لتهدئة وطمأنة الشارع الملتهب قبل فوات الأوان.