كان للأحزاب العربية سابقاً قضية وخاصة بعد الحرب العالمية الأولى عند تقسيم بلدانهم بين دول متعددة وظهر مشروع سياسي يدعو للنضال وتحرير بلدانهم واستقلالها مثل حزب الوفد ، حزب العمل ، الكتلة الوطنية ، حزب الاستقلال ، حزب الدستور ، الحزب الوطني الاشتراكي ، جبهة التحرير الوطنية ، الجبهة القومية وغيرها واستطاعوا دفع العدوان الثلاثي وإسقاط حلف بغداد والذي مازلنا نتجرع ويلات سقوطه.
الآن ماعادت أي أحزاب عربية تدافع عن الإستقلال والسيادة ، وبات هدفها وهمُّها الأساس هو البقاء في السلطة حتى لو كان على حساب القرار الوطني ومصالح البلد العليا. أما العراق فهو بأمس الحاجة اليوم إلى مشروع سياسي جديد بعيداً عن الأحزاب التي تتخذ من الدين وسيلة وغطاءً ولم يكن هدفها سوى التجييش والتعبئة ولا تمتلك رؤية سياسية ولا مشروعاً سياسياً حقيقياً ، بل استخدمت المال والسلطة لإفساد السياسة ،وهي أحزاب مطعون في ديمقراطيتها الداخلية ، و لاتملك أن تقدم للمجتمع شيئاً ، وجلّ مافعلته هو إعتمادها على الشعار السياسي بديلاً عن المشروع السياسي.