-1-
يتعرض البعض الى هجوم محموم يسلبه محاسنه وينسب له من العيوب والمساوئ ماليس فيه ، فيؤذيه ذلك كثيراً ،
الى الحدّ الذي يكاد فيه ان ينفجر غيظا .
-2-
وهذا الانفعال الغريب ليس صحيحا وليس مقبولا ، لأنّ سيد الرسل والانبياء (ص) لم يسلم من الطعون الكاذبة .
ألم يقولوا فيه :
مجنون ..!!
وقد نسبوا له من الطعون ماهم أولى به وحاشاه أنْ يكون كما عابوه .
-3 –
ان الانسان يعرف نفسه على حقيقتها
قال تعالى :
( بل الانسان على نفسه بصيرة )
القيامة / 14
فلو اجتمع المدّاحون الكاذبون وصوروه على انه المفرد العَلَم، الحاوي للخصال الحميدة كلها ، ولم يكن يملك منها شيئا في الواقع أكان ذلك يقفز به الى القمم ؟
والعكس صحيح أيضاً
لو أنهم تواطؤا على ذمه ووصفه بأبشع السمات والصفات هل كان ذلك يخرجه عن ما يملك من مناقب ومواهب ؟
-4-
انّ رباطة الجأش ، والصبر على ما يقال، واجتناب الانفعالات الحادة، هو السبيل لمعايشة الناس على ما هم فيه من طباع ومسالك .
-5-
وجميل ما قاله الشاعر في هذا الباب :
وما أحدٌ من ألسنِ الناس سالماً
ولو أنّه ذلك النبيّ المطهرُ
فان كان مقداما يقولون أهوجٌ
وإنْ كان مِفْضالا يقولون مُبذرُ
وإنْ كان سِكَّيَتاً يقولون أَبْكَمٌ
وإنْ كان مَنْطِقيا يقولون مهذرُ
وإنْ كان صوّاماً وبالليل قائما
يقولون زَوّار يرائي ويمكرُ
فلا تكترثْ للناس في المدحِ والثَنَا
ولا تخشَ غيرَ اللهِ واللهُ أكبرُ