من فضل الله علينا أنه يرزقنا بالأبناء وهم زينة الحياة الدنيا لتسر نفوسنا بهم ثم نمضي معهم في مسيرة لها ثقلها في هذه الدنيا التي تحتوينا .. وفي هذه المسيرة تكون لنا وقفات مع هؤلاء الأبناء بما فيها من مسؤولية سواء في تربيتهم أو رعايتهم ، ويقع العبء الأكبر على الأم أكثر مما للأب فهي تسهر عليهم وتحتضنهم بحنانها الفطري مؤثرة راحتهم على راحتها وهي بعد ذلك المدرسة التي تلقنهم السلوك الذي يقودهم إلى النهج السليم فإذا قوي عودهم مضوا في حياتهم بخطوات ليس فيها تردد .
ومع أن أبناءنا هم فلذات أكبادنا إلا أن الأمر لا يخلو من عقوبتهم إذا أساءوا وتكريمهم إذا أحسنوا تطبيقا لمبدأ الثواب والعقاب ، وقد كان آباؤنا من قبل يقسون علينا القسوة البالغة إزاء أي خطأ نقترفه في وقت نحن فيه صبية صغار وكنا نطن أنهم لا يحبوننا غير أن قلوبهم كانت في حقيقة الأمر أحن علينا من أنفسنا .
وبين شروق وغروب تمضي السنوات سريعة متلاحقة ليبلغ أبناؤنا مبلغ الرجال ثم لتطأ أقدامهم بيوت الزوجية .. وهكذا تفرض غريزة البقاء نفسها لصناعة الحياة ، وما هو إلا حيز من وقت حتى يأتي نسل جديد هم أولاد أولادنا او بالأحرى هم أحفادنا فننظر اليهم النظرة المغايرة لما كنا نرى فيه أبناءنا بعد أن وهن العظم منا واشتعل الرأس شيبا ، ما هذه المشاعر الطارئة علينا والتي تحتوينا إزاء أحفادنا كأننا نحبهم أكثر مما كنا نحب أولادنا وبهذا يصدق المثل القائل ( أعز الأولاد أولاد الأولاد )
هم أصبحوا يملئون ساعات الفراغ التي تحتوينا بعد أن غادرنا مواقع العمل فرحنا نلهو معهم ونداعبهم ونرى فيهم طفولتنا التي كنا عليها في الأيام الخوالي .