|
لماذا يعيب المجتمع المرأة إذا طلقت وكأنها وصمة عار؟ موضوع يحمل في طياته ألماً ومعاناة كل امرأة حملت على عاتقها كلمة مطلقة..
“أنا مطلقة”، كلمة تقولها المرأة بخجل وكأنها ارتكبت ذنبا مع أنها اختارت أبغض الحلال عند الله، اختارت الطلاق بعدما ضاق بها كل أمل يعيد إليها حياتها من جديد، وكل ذنبها أنها لم تحتمل أكثر ولم تستطع بصبرها أن تحافظ على عشها من الدمار ففضلت الطلاق.
يا سادة، الطلاق ليس عيباً وهو ما أحلّه الله عز وجل بعد أن يصل كل من الرجل أو المرأه إلى طريق مسدود فيكون فيه الطلاق أفضل من الاستمرار.
عندما يصبح الطلاق بالنسبة للمرأة وصمة عار!
للأسف مجتمعنا العربي لم يرحم المرأة المطلقة وكأنه اتفق مع الزّمن عليها، ويحاول أن يعاقبها على ذنب لم ترتكبه، فتقع المرأة تحت نظرة قاسية بحكم ثقافة المجتمع والفهم الخاطئ لأعرافه، الذي يجعله ينظر إلى المرأة المطلقة نظرة بلا رحمة ولا عطف، وكأنها ارتكبت جريمة لا تُغتفر!
ورغم تطور الحياة وانفتاح ثقافات العالم بعضها على بعض وفي ظل المطالبة المستمرة بمساواة المرأة بالرجل، إلا أن بعض السيدات المطلقات لا يزلن يعانين من نظرة سلبية، وكأنما حكم عليهن بالسجن بتهمة (مطلقات) للأسف مجتمعنا يحمّل المطلقة كل الأعباء وكأن الطلاق كان بسببها فقط! فكم من النساء تحمّلن الإهانة والذل والضرب خوفاً من كلمة مطلقة، وكم من فتاة لم تتزوج بسبب أن أمها مطلقة، وكم من امرأة بقيت مع زوجها رغم الضرب المبرح خوفاً من نظرة المجتمع إليها، وسجّلت حالات عديدة وصلت للموت بسبب هذا الموضوع.
أهمية التوعية لمجتمعنا العربي
حالات الطلاق أصبحت منتشرة بشكل كبير، ولا يجب أن ننظر إلى الرجل على أنه أكثر كمالاً وعقلاً من المرأة، ونتّهمها بأنها فشلت في الحفاظ على كيان الأسرة وتماسك العائلة.
فلا بد من زيادة نسبة التوعية والإرشاد، والوقوف مع المرأة المطلقة ومساعدتها على اجتياز هذه المرحلة، والعودة بها إلى حياة مستقرة، فهي ليست دائماً مصدر الخطأ فمعظم الأحيان تكون المرأة هي الضحية.
ليس معنى أنها فشلت مرة أنها ستفشل كل مرة، فلننظر إليها بعين الرأفة والرحمة لكي لا نكون نحن والزمن عليها.