ـ قصة كتابي “عبد الكريم قاسم.. الحقيقة” بجزأيه.. أسميتها “دجل الدجالين ونفاق المنافقين
ـ يرجع تأليف كتابي هذا إلى مشروع رسالتي للماجستير في العلوم السياسية التي كانت بعنوان: التطورات الداخلية والخارجية في العراق 1958 ـ 1963
ـ حيث بدأت بجمع المعلومات لمشروع أطروحتي منذ وقت مبكر.. قبل الموافقة عليها من مجلس الكلية.. فجمعتُ معلومات هائلة عن تلك الفترة.. وما تحقق فيها من إنجازات.. وانتكاسات.. وتراجع.. وفوضى.. ومؤامرات.. وتدخلات أجنبية
ـ كما سجلتُ أراء الشخصيات المؤثرة في أحداث تلك الفترة.. سواء من مؤيدي الحكم أو معارضيه.. إضافة إلى كم هائل من الوثائق الرسمية لتلك الفترة
ـ وقراءة متأنية لإضبارتيْ “الزعيم الركن عبد الكريم قاسم.. والعقيد الركن عبد السلام عارف”.. قائدي ثورة 14 تموز
ـ تأخر مجلس الكلية في الموافقة على الموضوع ومن ثم رفضه.. ويبدو إن مجلس الكلية وجدً إن الموضوع قد يثير بعض الإشكالات.. بسبب إن نظام الحكم آنذاك ضد عبد الكريم قاسم.. وما ستأتي به الأطروحة قد يكون مخالفاً لذلك.. فقرر مجلس الكلية “أن أتناول الفكر في المشرق العربي 1918 ـ 1952”.. وهو ما تم
ـ ساهمت أنا وفريق عمل من مركز التوثيق الإعلامي لدول الخليج العربي خلال العام 1984 ـ 1985 بتنظيم وفهرسة الوثائق الرسمية العراقية للعهد الملكي والجمهوري.. المتواجدة في مركز الوثائق العراقية.. الذي كان في طور الإنشاء.. وحصلت على وثائق غاية في الأهمية عن العهد الملكي والعهد الجمهوري.. وجميعها استنسختها ليً
ـ وبسبب ما أحدثته أنا من تطور لمركز التوثيق الإعلامي.. حيث كنت مديرا للبحوث والتدريب فيه منذ حزيران / يونيو / 1984.. جرى تكريمي بإقالتي من المركز بأمر من وزير الإعلام العراقي في نيسان / أبريل / 1987.. بالرغم من إن أمر الإقالة مخالف لنظام المركز.. إضافة إلى رفض أعضاء مجلس إدارة المركز لهذه الإقالة.. الذين هم وزراء إعلام دول الخليج هذه
ـ لكن مثل ما يقول المثل (من يقرأ؟ .. من يسمع ؟).. ونحن في حربٍ مع إيران.. والعراق.. يدافع عن دول الخليج من أطماع إيران
.
ـ وهكذا لم أجد أي عمل سوى التفرغ للكتابة والبحث.. ووجدتُ الوقت مناسباً لتأليف كتاب عن فترة (1958ـ 1963
ـ ولديً ما لم يمتلكه غيري من معلومات ووثائق عن هذه الفترة.. وواصلتُ العمل النهار في الليل لأنجز كتاباً أسميته “عبد الكريم قاسم.. الحقيقة
ـ ولأول مرة يثبت وجود 25 مؤامرة لاغتيال عبد الكريم قاسم بتفصيلاتها الدقيقة.. ولضخامته.. قسمته جزئيين
ـ الأول: ضم شخصية هذا الرجل.. ومسيرة حكمه.. فكان عنوانه: عبد الكريم قاسم الحقيقة
ـ الجزء الثاني: ضمً المؤامرات التي حاولت اغتياله وإسقاط نظامه.. وأسميته “محاولات اغتيال عبد الكريم قاسم
.
ـ لم أمدح الرجل.. ولم أذمه لا هو ولا حكمه في هذين الكتابين أبداً.. بل كتبتُ واقع الحال والأحداث بكل أمانة وعلمية.. معززة بالحقائق والأرقام
ـ وذكرتُ كل الأقوال المؤيدة والمعارضة لهذا الرجل وحكمه.. لأناقشها بكل علمية وموضوعية.. وفي ضوء الواقع.. أثبت ما هو كان صحيحاً.. وأؤشر ما كان مجافياً للحقيقة
موقف رقابة المطبوعات
ـ تأخرت موافقة دائرة الرقابة والمطبوعات في وزارة الإعلام في إجازته ليصدر في أوائل العام1990
ـ وبرغم من إنني نشرته على حسابي الخاص.. وبكمية عشرة الآلاف من كل جزء.. فقد نفذ الكتاب بسرعة هائلة
ـ مما خلقً ليً حساداً وأعداءً.. وبدأت الوشايات تصل إلى السلطة “بأن هادي حسن عليوي في كتابيه يظهر إن عبد الكريم قاسم شخصية وطنية.. قدم خلال أربع سنوات ونصف السنة.. ما لم يقدمه النظام الملكي خلال 37 سنة.. وما لم تقدمه الأنظمة التي جاءت من بعده حسب ما جاء بكتابه”.. ومثل ما يقول المثل: وتعال عمي شيلني
ـ تمً قراءة الكتاب بتأنِ من قبل ثلاثة خبراء.. كلفتهم دائرة المطبوعات في مديرية الأمن العامة
ـ وجاء تقرير واحد فقط يقول: الكتاب كتبً بشكل موضوعي”.. فيما التقريران الآخران كُتبا بشكل غير موضوعي.. وعدائي.. وغير منصف
ـ بعد تحقيق طويل ومناقشات معي من قبل دائرة المعلومات في مديرية الأمن العامة بذلتُ فيها جهوداً علمية جبارة وشجاعة متناهية.. وجرى مناقشتي عن كل كلمة ذكرتها في الكتاب.
لم ينته الأمر
ـ المفاجأة أن عدي صدام حسين في تلك الأيام.. وأنا بين اسجن أو يصادر كتابي.. قال : “إن عبد الكريم قاسم شخصية وطنية”.. خف الأمر عليً.. وقالوا لي: “اذهب ولا تخرج من بغداد.. قد نحتاجك
ـ لم يمض أيام وإذا بصدام حسين يتحدث عبر التلفزيون.. ليشير الى ان عبد الكريم قاسم شخصية وطنية.. لكن سلوكه تجاه العروبة ………… وهكذا أنقذني الله
وخرجتُ كالشعرة من العجين.. فيما كانت كل المؤشرات تشير الى نهاية كتابي.. وقد يشملني الأمر
ـ في ذات الفترة رفعً تقرير عن كتابيً هذين بشكل موضوعي.. ومن دون أي تهميش إلى القيادات العليا
ـ كما قالوا ليً.. وبعد 45 يوماً على هذا التقرير أطلق سراح كتابيً
ـ فحمدتُ الله وشكرته ألف مرة.. وسكت كل الألسن الوسخة.. بل بعضهم قام يأخذ لي تحية ويخشاني الضجة ثانية
ـ المضحك المبكي: بعد العام 2003 انبرى الحاقدون والجهلة أنفسهم.. وغيرهم جدد ممن أصبحوا ديمقراطيين.. ليكتبوا عن الكتاب هذا ثانية
ـ بأنني أتهم عبد الكريم قاسم باتهامات باطلة.. ويضيفون انه تشهير بهذه الشخصية الوطنية.. والكتاب من ثقافات النظام المقبور كما يرددون.. بل وصل الأمر ببعض من يبيع وطنية في حارة الوطنيين لمطالبتي بالاعتذار من الشعب العراقي لإساءتي لرمز وطني غيور
ـ وطبيعياً الكتاب بجزأيه نفد من المكتبات منذ تسعينيات القرن الماضي.. فالكتابان غير موجودان في الأسواق حتى يصل القارئ لما هو صحيح
تحريض بالقتل
:
حتى إن صحفياً (شامل عبد القادر) المعروف بارتباطاته في مخابرات النظام السابق.. وحاقداً على عبد الكريم قاسم.. ويؤكد دائماً في كتاباته إن قائد ثورة تموز 1958 ومفجرها هو عبد السلام عارف وليس عبد الكريم قاسم
ـ انقلب على عقباه بعد ٢٠٠٣ ليقول ويردد ان قائد الثورة ومخططها عبد الكريم قاسم وليس عبد السلام عارف: هذا النفاق.. ويمكن مراجعة صحف المشرق قبل ٢٠٠٣ ليتأكد لكم كلامي
ـ كتب هذا الأحمق الجبان.. في شتاء العام 2007 والحرب الطائفية على أوجها.. والقتل في شوارع بغداد بلا حسيب أو رقيب.. كتبً هذا الصحفي عموداً صحفياً في صفحته الأسبوعية في جريدة المشرق يحرض فيه على قتلي مشيراً إلى هذا الكتاب
ـ فما كان مني إلا أن ذهبتُ صبيحة اليوم التالي لمقر الجريدة لألتقيه.. وأعلمهُ الأخلاق
ـ لكنني فوجئتُ بأنه هارب مع ابنه منذ مدة الى مدينة السليمانية خوفاً من أن يقتل هو وابنه على أساس طائفي.. كما يدعي هو.. ويرسل مقالاته إلى الجريدة من هناك عبر البريد الالكتروني.. ماذا أقول غير: شر البلية ما يضحك
ـ العام 2008 هددني مسؤول في جريدة الصباح بأن كتابي عن عبد الكريم قاسم إساءة لشخصية وطنية.. وجلبتُ له في اليوم التالي نسختي هذا الكتاب الخاص
ـ وقلتُ له أتحداك إن وجدتً كلمة واحدة إساءة بشخص عبد الكريم قاسم.. سكتً
ـ هذا المسؤول الفاسد ألحرامي.. اتهمني سارق جزء من مقالة.. واقالني.. وهو سارق كل اموال الجريدة
ـ ظلت هيأة النزاهة تحقق معه وثبتً فساده.. بعد مدة قصيرة تم طرده من منصبه لمخالفات قانونية وإدارية.. يعني (فساد مالي وأداري).. وأكدت عدم تجديد عقده لا في الصباح لا في اية مؤسسة حكومية او شبه حكومية
ـ ومازال حتى الان لم يعين في أي مؤسسة عراقية.. لكنه ينبح بشكل متواصل بكتاباته عن محاربة الفساد.. اومن ظهوره في فضائية العراق الحرة.. وهو خارج العراق.. متنعما مما سرقه من شبكة الاعم العراقي
ـ زمان المفسدون والحرامية يهددون الإشراف.. والله زمن
نشر الكتاب مجدداً
ـ إزاء كل هذا الهجوم الظالم.. نشرتُ في جريدة البينة الجديدة رداً على كل هذا النعيق مقالات موثقة بما كتبتُ.. وتحديتُ فيها كل أبواق الجهلة والفاسدين أن تأتي بكلمة واحدة تسيء لهذا الرجل أو تمدحه بدون وجه حق.. في كتابيً هذا.. وبدأت بنشر حلقات من الكتاب فيها.. وهكذا أغلقت الأفواه النتنة الساقطة
_________________
ملاحظة
ـ خلال احتفالية لذكرى ثورة تموز العام 2015.. جرت في شارع المتنبي.. أخذتُ كتابي هذا بجزأيه.. وحضرتُ ندوة كان العديد ممن قرأوا الكتاب حاضرين فيها.. وتحدثتُ عن كتابي بشكل مسهب
ـ ما أثار دهشتي قيام أحد الأشخاص ممن نصب نفسه للتشهير بكتابي هذا في الصحف سابقاً.. قام هذا الشخص المتلون ومدحً علميتي وموضوعيتي وشجاعتي في إصدار هذا الكتاب القيم في تلك الفترة المظلمة “حسب قوله”.. نظرتُ إليه بازدراء.. وقلتُ: “أسوأ ما في الإنسان أن يكون متلوناً ومنافقا