حقائق : أغنياء المال لا يقاتل أحدهم الآخر بالسلاح و إنما بالمنافسة . الفقير حين يصبح غنياً بعد أستلام السلطة بسبب الفساد لا يدافع أو يقاتل من اجل الكرامة و المبادئ .. الخ ،و إنما يسعى للحفاظ على ما يملك تحت غطاء تلك الخصال ،و الفقراء و حدهم يقاتل أحدهم الآخر بسبب العبودية و القدرة على صناعة الاصنام او الاسياد و الرموزالسياسية و أمراء الحرب،الذين يسعون لايقادها ،إذ يراها بو فاليري على انها مجزرة تدور بين أناس لا يعرفون بعضهم البعض كما لا يمكن للانسان النظر بشكل مباشر الى شيئين هما الشمس و الموت.
قطط :مازالت تلك الصورة ماثلة في الذاكرة ،حين كنت مقيماً في بيروت عام 2012، إذ كانت سيدة لبنانية ترتدي بنطلون و تيشيرت ،تفرغ حمولة سيارتها الصالون حديثة الصنع ،من اكياس النايلون المعبأة بالأكل،لتقدمها الى القطط التي تتجمع في ذات المكان الساعة السابعة مساءاً ،و كأنها تطبق نظرية العالم الروسي بافلوف ،ولكن دون جرسه الذي يسيل مع رنينه لعاب الكلب. فقد شاهدت القطط بالملاحظة و المتابعة بسبب مكانها القريب من أقامتي ،تتجمع يومياً في ذات الوقت و المكان لتأكل ما تقدمة تلك السيدة ،و بعد ساعة او اكثر تتفرق تلك القطط الى اماكنها بالحي السكني ،تلك المرأة التي ترتدي الزي المدني ،و فعلها الانساني الصامت مازال راسخاً في الذاكرة بل تتراقص تلك الفعالية أمام ناظري ،كلما سمعت بائعي الكلام في الفضيلة و الانسانية دون فعل حقيقي منهم . وأسأل احيانا ما هو الفرق بين قيمة تسويق الكلام حول الفضيلة دون الفعل ،و التصرف و العمل دون الكلام ،بين سلوك تلك السيدة و كلام الاخر الذي يحظى بالاحترام دون الفعل أنه سؤال مسور بالبراءة غير انه لا يصيبني بالحيرة.
تزييف : إشاعة الكذب في الواقع يأتي بسبب تطوعنا لمساندة الاخبار المزيفة ،لانها تلتقي أحياناً مع توجهنا ،لتغدوا حقيقة نؤمن بها بفعل تكرارها و نشرها السريع ،لتتلفع حياتنا بالكذب لغياب التحقق ،فقد أصبحت نسبة عالية من اخبار وسائل التواصل الاجتماعي مزيفة في القضايا السياسية و الاجتماعية ،و إن تلك الوسائل أضحت أدوات للتحكم بتفكيرنا و سلوكنا ،مما أدى الى ثلم الاخلاق وتصدع القيم التي نتشدق بها لتمرير مصالحنا التى تتكئ على الزييف.
الاشاعات : يختلف نوع و عدد الاشاعات في البلدان و المجتمعات بحسب البيئات السياسية و الاجتماعية و الامنية ،لتأثرها بالقوانين و شكل النظام السياسي و مستوى تدفق المعلومات الصادقة .فهي تظهر غالباً في البيئات المضطربة لنشر المعلومات الملوثة التي تسهم في عملية تشويش المتلقي او لتحقيق اهداف تتعلق بتحويل الانتباه إزاء القضايا الجوهرية ،فالاشاعة تتسم بالغموض و الاهمية و انصاف الحقائق أن لم تكن دونها مع غياب مصداقية المعلومة و مدى أثرها على المواطن .
لذلك ظهرت خلال العام الماضي – حسب وزارة الداخلية – 7825 إشاعة عالجت 80 بالمئة منها ،و هذا الرقم الكبير من إنتشار الشائعات في مجتمعنا يؤكد حقيقتين الاولى إضطراب البيئة السياسية و الاجتماعية و الثانية غياب المعلومة الدقيقة و الصادقة مما يفتح الباب أمام رياح الشائعات لتقتحم تفكيرنا المشوش الذي غاب عنه بناء المستقبل
ومضة : يقاس تطور و عظمة الامم بطريقة الاهتمام بحيواناتهم / غاندي