تخيل أن تبيض الدجاجة و أنتَ قد قتلتَ الفجر بديكه للتو, تخيل أن تولد فراشة و أنتَ قد قطفتَ كلّ الأزهار للتو, تخيل أن تتكون الغيوم و أنتَ قد إبتلعتَ كلّ قطرات المطر للتو, تخيل أن يُنادون للدفاع عن وطنكَ و أنتَ قد متَّ للتو.
تخيل أنّك إنعكاس للسماء, تخيل أنّك نجمة تسبح في البحار, كيف ستتوهج أو تحتضن الأفلاك؟, تخيل أنّك نملة تحمل قطعة سُكّر, تخيل أنّك تحمل ذكرى لسُكّر, تخيل أنّك تحمل ذكرى من تُحِبّ, تخيل فقط أنّك حاوية ذكريات عفنة!.
كانت البداية, بداية الذكرى بإبتسامة, فقط أنتِ, تبتسمين و عيناكِ تتوغل يميناً و يساراً, كانت كأنّها تبحث عن الأمان, تبحث عمّن يجيبها بالمثل, يُخبرها بأنّه موجوو دائماً لأجلها, لتبتسم على الدوام.
كانت إبتسامتكِ داووديّة ليّنت جدران قلبيّ الحديديّة, كنتُ أعلم بأنّ المادة قابلة للتحول في إتجاهين, لم أكن أعلم بأنّكِ مناقضة لفيزيائية الطبيعة, لقد حولتِني بالتدريج, ليّنتِني بالتدريج حتى تساميت, حتى أصبحتُ لا أُرى, فُقد الإحساس بيّ حتى في قلب النجوم!, تباً لداوودكِ يا إسماعيل!, تباً لكلّ نبوّة زُرِعت فيكِ!.
كانت جملة واحدة, جملة خبريّة قد قصمت ظهر أحلامي, لِمَ نطقتِها و أنتِ تعلمين بنيّتي لإحتضانكِ! لإحتواءكِ!, أهكذا تُعاملين نجومكِ يا يوسف؟, تغوينهم بإبتسامتكِ المرصّعة بالجمال ثم تجعلين أرواحهم من دُبرها تُقّد!, أين الرضيع الذي سيعتقني من حبل مشنقتكِ! أين الذي سينقذني من سجن ذكرياتكِ المؤبد!, تباً لنبوّتِكِ.